الألعاب والأنشطة المفيدة للأطفال

إن الأطفال يمتلكون قدرًا كبيرًا جدًّا من الطاقة، وهم يستخدمونها في اللّعب والعراك والجري والانطلاق في الخارج. وأكثر الأشياء تقييدًا للطفل تتمثُّل في إشراكه في البرامج الرياضية المنتظمة وتدريباتها، بدلًا من تركه يلعب بحرية مع أصدقائه، فهذه البرامج لا علاقة لها مطلقًا بالاحتياجات اللازمة للنمو البدني والاجتماعي والصحي للأطفال، كما أنها قد تؤذيهم جسديًّا من سن 6-10 سنوات. وفوق كل ذلك فهي تضغطهم نفسيًّا؛ لأن هذه النشاطات يقوم على تنظيمها وترتيبها الكبار لمصلحة سعادتهم هم، وإشعارهم بالرضاء والسرور.

نعم إن الرياضة، وكل نشاط بدني أو عقلي مماثل، شيء جميل، لكن يشترط أن تكون ممارسة النشاط بحرية وليس بتقييد.

ما البديل؟ اترك طفلك ليلعب ما يشاء وقتما يشاء، وسيتوقّف هو عندما يشاء، المهم أن لا تدفعه للرياضة أو الأنشطة النظامية إلا إذا رغب هو بشدة في ذلك، وعبر عن رغبته بصراحة وإصرار.

بالنسبة للتليفزيون والكمبيوتر والإنترنت وألعاب الفيديو، فقد ثبت عنهم الآتي:

  • تقتل هذه التكنولوجيا موهبة الطفل؛ لأنها تنمّي فيه السلبية بدلًا من المشاركة المبتكرة.
  • تقتل هذه التكنولوجيا قدرة الطفل على التواصل؛ لأنه وأهله يحملقون في الجهاز طوال الوقت بدلًا من التواصل فيما بينهم.
  • البرامج السيئة والمليئة بالقيم الهدّامة تدّمر أخلاقيات الطفل، ولكن بجاذبية وبريق وببطء.
  • البرامج المفترض جودتها مثل برامج التعليم، تشل الطفل تمامًا؛ لسلبيته التامة أثناء مشاهدتها.
  • تتضاءل مع الوقت قدرة الطفل على الانتباه أو التركيز لفترات طويلة؛ بسبب سلبيته المتعلّمة.
  • يقل حجم المجهود الذي يُريد الطفل بذله في الواقع؛ لأن كل شيء يراه يكون أسهل على الشاشة.
  • يهبط مستوى القراءة والكتابة والتعبير عند الطفل بمقدار الثلث على الأقل، وقد يصاب بالبله.
  • يكره الطفل القراءة أو الاستماع للقصص؛ لأنه دائمًا يُريد الاستثارة الشاملة الآتية من الخارج.
  • يصاب الطفل بالاضطراب في التركيز، وأعراض النشاط الزائد، وكذلك بالعدوانية الشديدة.

إن الأغلفة الجذّابة للبرامج التعليمية، وقول الأهل إن أولادهم يشاهدون التلفاز قليلًا، أو إنهم لا يشاهدون إلا الأشياء الجيدة فقط، وقولهم إن أولادهم يستفيدون حقًّا، هي أكبر خدعة خدعوا بها أنفسهم. إن الطفل السوي هو الطفل الذي لا يشاهد التلفاز ولا يجلس كالأبله على جهاز الحاسب الآلي ليلعب أو يضغط الأزرار، بل إنه الطفل الذي يتواصل مع الآخرين ويقرأ الكتب ويلعب بألعابه البسيطة ويعيش في خياله هو بدلًا من تدمير هذا الخيال بما يُعرض أمامه على الشاشة.

عليك أن تمنع الألعاب الرياضية المنتظمة، والتلفاز، والكمبيوتر، والإنترنت، وألعاب الفيديو، وذلك بصورة كاملة؛ أعط الطفل البدائل المفيدة وسترى الفرق. عليك من الآن أن توفّر الوقت من أجل قراءة الكتب مع طفلك لصنع رابطة المودة معه، وتنمية قيمه، وتحبيبه في القراءة.

الآن، ومع توافر آلاف الألعاب الزاهية والمليئة بالتفاصيل الخيالية، فإن خيال الطفل قد أصبح محدودًا بمحدودية ألعابه؛ لذا فهو صدقًا يشعر بالملل، كما أن ألعابه (خصوصًا الخاصة بالحرب) تجعله أكثر عزلة ورغبة في التملك وأكثر عدوانية، ومع الوقت يُكسِّر هذه الألعاب ليحصل على غيرها. لا تشتر هذه الألعاب. إن وهم الطفولة السعيدة وسط الألعاب التي لا تنتهي هو شيء أحزن الكثير من الأطفال وسلبهم خيالهم، فلقد أثبتت الدراسات أن أفضل الألعاب هي تلك الألعاب المنشطة للخيال مثل الدمية (الصغيرة، وليست تلك التي يبلغ طولها مترين) والمكعبات والسيارات والنماذج من البشر صغيرة الحجم.

أما في الماضي، كانت اللُّعب المتاحة بسيطة جدًّا وقليلة جدًّا، لا تتعدّى أربعة لعب أو خمسة، وكان نصفها مصنوعًا في المنزل، وكانت تُعمّر حتى يكبر الطفل ويصبح بالغًا. إن أهم عنصر عند الطفل يجب أن يكون نموّه العقلي مع الألعاب البسيطة جدًّا، مثل القلم العجيب أو الدمية الصغيرة أو المكعبات؛ لأن الفرصة أمام خياله تكون غير محدودة بحدود اللعبة. كما أن اللعب البسيطة ستجعل الطفل أكثر إقبالًا على أقرانه ليلعب معهم؛ لأنه سيحتاجهم وقتها. وفّر للطفل هذه الألعاب فقط. أهم شيء أن تكون هناك احتمالات لا نهائية للتراكيب المختلفة والقصص اللانهائية، مع عدم القدرة على كسر اللعبة.

لا تستبدل ما يتم إتلافه من الألعاب أو تشترِه مرة أخرى، فطفلك يجب أن يتعلَّم أن الحفاظ على ألعابه هي مسئوليته الشخصية، واعلم أن القليل يعني الكثير، فقد ثبت أن الأطفال الذين يستمتعون باللعب القليلة سالفة الذكر ينمّون خيالهم ويتحلّون بمقدار عالٍ من الذكاء والهدوء العاطفي، وتحمّل المسئولية، والرضاء عن الواقع، واحترام الغير وممتلكاتهم، كما أنهم يكونون أصحاب قدرات اجتماعية ممتازة.

Scroll to Top