تتزايد باستمرار أهمية الإدارة والأعمال للمجتمع كلما ازداد التطور التكنولوجي بشكل عام؛ لأن الإدارة تشكل عصب الحياة، بسبب التغيرات السريعة والحاجة الماسة لاتخاذ قرارات مدروسة لنصل إلى الهدف المنشود. وحيث إن الإدارة مفتاح للتقدم، فإن التركيز على خصائص النجاح للإعمال يُعد شيئًا مهمًّا. تتمثل هذه الخصائص في احترام الوقت، وبناء فرص العمل، والتدريب، والتحفيز للعاملين، وجعلهم أكثر التزامًا بمعايير الأداء والإنجاز. كل ذلك ينعكس إيجابيًّا في ترسيخ قيم إتقان العمل، وبذل الجهد، واحترام الغير، وتنمية التفكير الحر، والممارسات المسئولة.
إن النجاح الذي تحققه شركات معروفة كثيرة يعود بالأساس إلى وجود إدارات قديرة، قوية، متفهمة لطبيعة مهامها وأعمالها، وواعية بالبيئة المحيطة والبيئة العالمية التي تؤثر بشكل أو بآخر على مسارها؛ لذلك فإن المهمة الأساسية للإدارة تتمثل في جعل المؤسسة بكاملها تسعى إلى الإنجاز المثالي من خلال أفضل تطويع للموارد المتاحة.
تُعد الإدارة فن إنجاز الأعمال بواسطة الآخرين عبر القرارات الإدارية، وتظهر في ممارسات التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة، من أجل تحويل المدخلات إلى سلع وخدمات يتم تقديمها للجمهور، ثم تحقيق الربح بناءً على ذلك.
تتعاظم أهمية الإدارة في البيئة المعاصرة التي توصف بأنها بيئة عصر المعلومات والإنترنت؛ حيث أدى التقدم المتواصل في هذا المجال إلى ظهور العديد من الأشكال والتحديات التنظيمية التي لم تكن مألوفة من قبل. وإذا دققنا النظر في حياتنا اليومية، سنجد أن الإدارة تُمارَس أولًا على المستوى الشخصي من خلال إدارة الفرد لشئونه المعيشية. من ناحية أخرى سنجد أن الإدارة مطبقة على المستوى الجماعي من خلال مؤسسات الأعمال، حيث تنشغل هذه المؤسسات في الأنشطة الإدارية والخدمية والصناعية، من أجل تحقيق أهداف معينة في بيئة مناسبة.