الاستماع والاستيعاب لفهم أفضل

المرحلة الثانية في التواصل هي مرحلة الاستماع والاستيعاب، وهي مرحلة هامة للغاية؛ إذ عليها يبنى التواصل كله لاحقًا. عليك بالالتزام بما يأتي لكي تكون مستمعًا قديرًا:

  • تخلص من أي افتراضات سابقة: كن كالعالم أثناء دراسته للمسألة العلمية، وابدأ بعقلية منفتحة تمامًا لتستوعب من أمامك بدون إصدار أي أحكام جاهزة عليه. افهم ما يود الآخر قوله بدلًا من فهم ما تريد أنت فهمه. تجنَّب عملية قلب الرسائل لكي تستمع إلى ما تود أن تسمعه، فهذا لن يفيدك وإنما سيشوه الصورة عندك ويبتر التواصل منذ البداية. كن إيجابيًّا واسْعَ لفهم الطرف الآخر أولًا.
  • استمع لما بين السطور كما تستمع للسطور نفسها: إن لغة الحركات توفر دلالة جيدة على شعور الشخص أثناء قوله الكلام. اجتهد لقراءة المعاني الضمنية وطوّر من الحدس لديك. عوضًا عن سماع الحقائق الصماء فقط، حاول قراءة الرسالة الكاملة.
  • تجنب المقاطعة أثناء الاستماع: إن المقاطعة بجانب كونها مزعجة للطرف الآخر، فهي تشتت الفكر عندك، كما أنها تبعدك والمتحدث عن الموضوع الأساسي. اجتهد لتكون مستمعًا جيدًا بحق.
  • دوّن الملاحظات ما استطعت: إن تدوينك للملاحظات يؤكد لمحدثك أنك مهتم بما يقول، كما أنه يجعله أكثر جدية وتركيزًا. اكتف برءوس الموضوعات؛ لأنه لا يمكنك الكتابة بنفس سرعة محدثك في كل الأحوال.
  • حافظ على هدوء مشاعرك: عندما تظهر المشاعر على السطح تختفي العقلانية، ويصبح من الصعب التصرف بموضوعية. اسْعَ للحصول على الحقائق والاستماع للرسائل المرسلة كما هي؛ لأن الأحكام العقلانية لا يندم صاحبها، وتمرّس على الحلم والهدوء من أجل تواصل أرقى وذي معنى أعمق.
  • تجنَّب التفكير في الرد مسبقًا: لم يجعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ومن غير المناسب أن تفكّر في الرد أثناء الاستماع؛ أولًا لأن المتحدث لم ينتهِ بعد من قول كل ما عنده، وثانيًا لأن ذلك سيشكل لديك مشتتًا داخليًّا، مما سيعوقك عن الاستماع بصورة جيدة. اعلم أن الرد سيأتي وقته وستتاح لك قبلها فرصة التفكير فيه بعناية.
  • اطرح الأسئلة في أضيق الحدود: إن طرح الأسئلة ذات العلاقة يُعد نوعًا من الإطراء لمحدثك. اعمل على تفادي الأسئلة المفتوحة؛ لتوفير الوقت، ولعدم الميل بمسار الحديث بعيدًا عن الموضوع الأساسي أو تشتيت المتحدث. اطرح الأسئلة المحددة فقط، ويفضل أن تكون إجاباتها مقتضبة، ثم اعرض على محدثك الرجوع لما كان يقول.
Scroll to Top