الآن وقد انتبهت قبل التواصل، ثم استمعت بعناية أثناءه، ثم أكدت على استيعابك الكامل بعده، تأتي المرحلة الرابعة في التواصل وهي التحدث بالرد الهادف. في هذه المرحلة من المفترض أن تؤسس للأرضية المشتركة مع الطرف الآخر وتحقق هدفك من التواصل. لعمل ذلك عليك باتباع الإرشادات الآتية عند الحديث:
- عبّر صراحة عن هدفك من التواصل بصيغة الهدف المشترك، ومهّد لما ستقول، واعمل على الحصول على دعم الآخر له مقدمًا. استخدم جملًا مثل “إذن ما تقوله يعني..”، “إذن فأنت تقترح.. هذا ما تراه وأنا أيضًا، مما يعني أن هدفنا هو.. “.
- كن إيجابيًّا في طرحك وأكّد على نقاط الاتفاق نحو الهدف.
- أثْنِ على الطرف الآخر وعلى ما يمكن من آرائه، وعلى أسلوب طرحه.
- كن مشعًّا بالحماس والطاقة ومقبلًا على الحديث بكل كيانك.
- اكسب المصداقية عبر التحدث بوضوح وبلغة حركات منفتحة وحرة.
- استخدم صيغة الجمع عند الحوار عبر كلمة “نحن”.
- تجنَّب الكلام المعقد واستخدام لغة ثانية مع لغتك الأصلية.
- كن دقيقًا على الدوام وابتعد عن التلميحات والإشارات.
- مهد لما تود أن تقوله، ثم قله، ثم أكد على ما قلت.
- كن عقلانيًّا في الطرح وأبعد المشاعر غير الإيجابية عن الحوار.
- كن متوقعًا وابتعد عن أي مفاجآت غير متوقعة.
- اختلف بذكاء مع من أمامك وركّز على نقاط الوفاق أكثر من أي شيء آخر، واسْعَ دومًا لتحقيق الهدف المشترك لئلَّا تربح المعركة وتخسر الحرب (أي تربح النقاش وتخسر الشخص نفسه).
- كن حازمًا في كلماتك المستخدمة، فبدلًا من “احتمال” و “يعني تقريبًا” و “سنرى” و “اتركني لأفكر” و “لا أعلم”، استخدم كلمات “أكيد” و “حسنًا إن شاء الله سيكون..” و”سأفعل بإذن الله” و “طبعًا”.
- قبل وأثناء وبعد كل كلمة، داوم على البسمة الصافية في الخارج والداخل، واجعل الابتسامة تلون جميع ما يصدر منك.
عليك أن تشترك في التواصل ذي المعنى بكل حواسك، وأن تكون مخلصًا في أهدافك لله عز وجل. استمع 80% من الوقت، وتحدث لمدة 20% فقط منه؛ لكي تتاح لك فرصة أن تسأل عما سمعت. استمع بكيانك كله، واستخدم اسم من أمامك، وكلّم من أمامك بلغته. إن اهتمامك الصادق بمن أمامك سيجعلك تكسبه أثناء الحوار وبعده، وسيجعله أكثر قبولًا لكل ما تطرحه عليه، وأكثر انفتاحًا للاقتناع بما تقترح. أخيرًا وليس آخرًا، امنح الآخرين الثقة بالثناء على مزاياهم وأفكارهم، وأجب على أسئلتهم مباشرة وبوضوح. تمرَّس على مقابلة كل فرد كأنه أهم شخص لديك، وإذا فعلت هذا سيبادلك الناس نفس الشعور وستترك لديهم أثرًا طيبًا بإذن الله.