إن تفادي المشكلات والوقاية منها قبل وقوعها يُعد أسلوبًا أذكى بكثير من مواجهتها عند حدوثها، خصوصًا إذا كانت المشكلات سلوكيّة ومتكرّرة.
إن التهذيب الفعّال يتضمن التفكير في حياة طفلك وحل المشكلات التي تعترضك وتعترضه في هذه الحياة. فمثلًا، إذا كان طفلك كثير الحراك ليلًا عندما يأتي موعد نومه، يمكنك تطبيق الخطوات الآتية (مثال عملي على التخطيط الوقائي لحل مشكلة سلوكية):
- أولًا: ابن توقّعك للمشكلة وتسلسل حدوثها بشكل متكرر (مثال: عندما تحين الساعة الثامنة، يبدأ الطفل في اللهو وطلب أشياء كثيرة بدءًا من الطعام، حتى الاستحمام).
- ثانيًا: قُم بوضع خطّة محكمة للتصرّف في مواجهة كل السلوكيات المرفوضة بحزم وثبات (مثال: كل مرة يقوم فيها الطفل من السرير، سيتم أمره بالعودة إليه وحرمانه من ألعابه المفضلة لمدة يوم كامل).
- ثالثًا: تحدّث باقتضاب مع الطفل وأخبره بالمشكلة وعاقبتها، ولكن إيَّاك والاعتذار أو التبرير أو الشعور بالذنب أو إشعاره بأنك تأخذ الإذن منه.
إن التخطيط والتصرّف بهدوء وفقًا للخطة يجعل اختبار الطفل لحدودك أمرًا ممتعًا لك (لأنك ستعاقبه)، أما الانهيار وانفلات الأعصاب فسيجعلك تبدو ضعيفًا ومستنزفًا أمام الطفل (ولن يمتعك ذلك بحال) وسيُدرك وقتها مدى قوته وانعدام الخطوط الحمراء أمامه. كما أن الانفلات والصراخ والضرب باستمرار سيجعل الطفل يطيعك انطلاقًا من الخوف، وليس كمتحمّل للمسئولية بأمان، وهو عكس المطلوب. دومًا تذكّر: لا تهديدات، لا مناقشات، ولا فرص ثانية. فقط الخطّة، ثم الخطّة، ثم الخطّة أيضًا.
استخدم الأسلوب الوقائي لحل أية مشكلة بذكاء ومقدمًا. عند ضبط سلوك الأطفال، يجب التصرّف ببساطة عند العقاب أو الثواب، فقول شيء مثل: “إنك إذا فعلت كذا وكذا سيتسبب ذلك في حدوث كذا وكذا، وبالتالي عندما يأتي يوم الاثنين القادم سيكون كيت وكيت“، لن يفلح حتمًا، لكن قول شيء مثل: “لقد صرخت، وهذا يعني الحبس 10 دقائق“، ثم تنفيذه مباشرة بعدها سيجني نتائج طيّبة. أيضًا لا تحاول حل جميع المشكلات دفعة واحدة (مثال: الصراخ، ضرب الإخوة وعدم عمل الواجب)، فهذا سيجعل حياتك وحياة الطفل صعبة فعلًا. فالقاعدة تقول: حل مشكلة واحدة في وقت واحد من خلال خطة واحدة.