إن أغلب الخلافات الزوجية، كما يعلم جميع الأزواج، تفتقد لموضوع حقيقي للنزاع، وإنما يكمُن وراءها أمر عاطفي خفي تحت السطح، ويصعب التعبير عنه. من أهم أسباب الخلافات الزوجية التوقعات الخياليَّة وغير الواقعيَّة التي يدخل بها كل من الزوجين العلاقة. إن معرفة سبب الخلاف الحقيقي تُساعد كثيرًا على حلّه بأقصر الطرق وأيسرها؛ لذا وجب دومًا سؤال الذات والتحاور مع الآخر للوصول إلى مكمن المشكلة وجذورها، تمهيدًا للتعامل معها وحلها حلًّا جذريًّا ناجحًا.
إن الرجل يعتذر نادرًا؛ لأن الاعتذار عنده يعني أنه قد أخطأ وأنه نادم على ما فعله، أما المرأة فتعتذر كثيرًا لتعبِّر عن اهتمامها بمشاعر زوجها، ولا يعني ذلك أنها تعتذر عن خطأ ارتكبته.
أثناء الخلاف، يميل الرجل إلى الهجوم عن طريق لوم زوجته وانتقاد أخطائها حتى تعترف المرأة بخطئها، أو إلى الانعزال عنها ورفض الكلام معها ليبتعد عن الجدل. أما النساء فإنهن أثناء الخلاف يملن إلى التظاهر بابتسامة زائفة، والقول بأنهن موافقات على كل شيء وسعداء به (مع تراكم الاستياء والسخط داخليًّا حتى مرحلة الانفجار)، أو إلى الخضوع والاستسلام بدلًا من المواجهة أيضًا، حيث يتحمَّلن الذنب كاملًا ويسعين لعمل ما يرضي الزوج (مع الكبت الداخلي أيضًا حتى مرحلة الانفجار).
أفضل أسلوب للتعامل مع الخلافات وحلّها يتمثَّل في الاحترام المتبادل لمشاعر الآخر، والحوار حولها بعقلانية عند هدوء المسائل. وفي كتاب الله عز وجل وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم خير النصائح للتعامل مع الغضب والسعي إلى بلوغ الحق.