إن لكل طفل مجموعة معيّنة من الخصائص التي تجعله حالة خاصة به، وبأهله طبعًا. إحدى هذه الخصائص هي خاصية الحساسية العاطفية الزائدة، التي يتميّز بها حوالي 20% من الأطفال.
إن هؤلاء الأطفال تجدهم حسّاسين لأوّل تغيّر في الإضاءة أو في مستوى الصوت من حولهم، أو لأقل حركة من أهلهم، وتراهم منفعلين عاطفيًّا لأقل موقف يواجههم. إنهم قد يقلقون بشدة مفزعة، وقد يفرحون لدرجة لا يستطيعون تحمّلها. إن فهم الطفل الحسّاس والتعامل معه وفق احتياجاته سيجعل الأهل يستمتعون بقدراته وخصائصه الفريدة، وسيمنحه الفرصة لينمو ويترعرع وسط جو متفهّم ومتقبّل له وداعم لنموه وتطوره.
إن الأشخاص الحسّاسين يولدون بميل يفوق الطبيعي لملاحظة المعلومات الواردة من بيئتهم والتعامل معها بتحليلات عميقة، مقارنة بهؤلاء الذي يلاحظون معلومات أقل ويتعاملون معها بسرعة أكبر.
نتيجة لذلك، فإن الأطفال الحسّاسين يميلون إلى أن يكونوا متعاطفين، أذكياء، حدسيين، مبتكرين، حذرين، وأصحاب أخلاقيات جيدة. كذلك فإن المعلومات الكثيرة والضاغطة والفورية تُقلق هؤلاء الأطفال، حيث يشعرون بالشلل أمام سيل المعلومات ويتضايقون جدَّا.
فيما يأتي مجموعة من الأفعال التي تميّز الأطفال الحساسين عن غيرهم، وجود نصفها أو أكثر عند طفلك يدل على تخطّي حساسية الطفل المستوى الطبيعي، مما يعنى ضرورة التعامل معه على أساس أنه طفل حسَّاس، وهذه الأفعال تتضمَّن الآتي:
- يمكن تشتيته بسهولة.
- حسَّاس بشدة للألم.
- يُصدم من المفاجآت الكبيرة.
- لا يستريح وسط الضوضاء.
- يفهم من حوله بصورة كبيرة.
- يتعاطف مع من حوله في المشكلات.
- يستخدم ألفاظًا تفوق سنه.
- يتصرف بحرية بعيدًا عن الآخرين.
- يتضايق من التغيرات.
- عميق المشاعر ويتأثر للغاية.
- لديه حدس عالٍ في المواقف.
- يمتلك حواسَّ مرهفة.
- يسأل أسئلة كثيرة.
- يسعى إلى الإتقان المبالغ.
- يتضايق من الإزعاج البصري.
- يتضايق من الإزعاج الصوتي.
- يتضايق من الإزعاج غير المباشر بقوة.
- يتضايق من الإزعاج النفسي.
عمومًا، لا يمكن تصنيف كل الأطفال الحساسين على أنهم من ذوي الحساسية المرتفعة، فالأطفال الذين يشعرون بالخجل في مراحل سنية مختلفة لا يمكن تصنيفهم كذلك، وهؤلاء الذين يحلمون بالكوابيس ويكرهون الضوضاء بصورة عادية لا يمكن تصنيفهم كذلك، والأطفال الذين يتصرّفون كأطفال لا يمكن تصنيفهم كذلك، وهؤلاء الذين شهدت شخصيتهم تحوُّلًا فجائيًّا بعد أزمة موت أو انتقال أو مرض أو طلاق في العائلة ليسوا كذلك (خصوصًا أن هؤلاء ينقلبون إلى السلبية بشدة، على عكس الأطفال العاديين ذوي الحساسية المرتفعة).
إن الطفل لكي يتم تصنيفه وفق هذا السياق، يجب أن يكون متمتعًا بأغلب الصفات المذكورة منذ ميلاده وطوال فترة رضاعته وطفولته، ويجب أن تكون هذه الصفات فعلًا واضحة وثابتة ومعبرة بحق عن شخصيته الحسّاسة فوق العادة.