إن كتاب الله عز وجل وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم قد أمرا المؤمن باستخدام العقل والفكر والعلم بصورة دائمة؛ لكي يصل إلي كل الخير في الدنيا والآخرة. قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]، وقال عز وجل: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الرعد: 4]، وقال عز وجل: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [النمل: 52]، وقال عز وجل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [الزمر: 9].
إن المؤمن مُطالب بأن يعلم ويفكّر ويعقل في جميع أموره، وأن يستخدم هذه القدرات التي وهبه الله عز وجل على أكمل صورة، وبما يتّفق مع كتاب الله عز وجل وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، لينجح ويتفوَّق بفضل من الله وإذنه.
غالبًا ما يسأل المفكّرون أنفسهم خلال حياتهم: “لماذا ينجح البعض فيما يفشل البعض الآخر؟”، وجواب هذا السؤال سهل؛ ففي حين يُقبل البعض على المجهود الفكري بحب وحماس، يرى الآخرون الشقاء والتعاسة في بذل هذا المجهود.
يفكر الناجحون بطريقة مختلفة، فهم يرون الفرص والمزايا في أفكارهم، فيما يرى الغير التعب والنصب في هذه الأفكار. إن التفكير يحكُم الحياة كلها؛ لذا فإن تغيير تفكيرك يعني تغيير حياتك، والتفكير الجيّد يساوي التقدّم الجيّد، فعندما يمتلئ فكرك بما هو إيجابي، تمتلئ حياتك بكل ما هو إيجابي.