إنّ الولد الخجول يكسر قلب أهله في كل موقف، فهو دائمًا وَجِل ويفقد السيطرة أمام الناس، فلا يستطيع الكلام، أو التصرّف، أو التفاعل مع محيطه؛ ذلك لأنه يوجد عنده نقص في تقدير ذاته، في مقابل وجود تقدير مفرط للآخرين.
إن مثل هذا الولد يحمرُّ وجهه وتعرق يداه وجبهته، وقد يعاني اضطرابات في النطق والذاكرة، كما أنه قد يعجز عن التعبير عن حاجته، وهو عادة يتهرّب من الألعاب الجماعية والعلاقات الاجتماعية، وفي حالات أخرى قد يبحث عن الأضعف منه ليبسُط عليه سطوته ويشعر بالقوة من خلال ذلك.
الخجل قد يكون من أسبابه ما يأتي:
- مزاج الولد الفطري وميله للانطواء، أو رهافة حسّه، أو ميوله الفنيّة العالية.
- مروره بسن 3 أو 4 سنوات، أو بدايات فترة البلوغ، وفي الحالتين فهو يمر بتغييرات قوية بسبب دخوله إلى مرحلة جديدة.
- شعور الولد بأنه كم مهمل أو غير مرغوب فيه.
- تحيُّز الأهل للتشديد المفرط، أو التدليل المفرط.
- قلق الأهل المفرط وتوترهم على الطفل وتكبيله بالحماية.
- الاستهزاء بالطفل والاستخفاف به (من قِبَل أهله أو إخوته).
- طموح الوالدين الزائد عن الحد، الذي لا يستطيع الطفل مجاراته.
- علاقة الولد بأخوته الأكبر سنًّا، الذين يحقِّرون من شأنه أو لا يدعمونه.
- عدم الاستماع للطفل أو التواصل معه، أو عدم تفهُّم نشاطه الزائد والتعامل معه بحكمة.
- اهتمام الأهل الزائد بالنظرة الاجتماعية لهم ولطفلهم، وتصرّفهم بحساسية عالية في هذا الصدد.
خطوات إكساب الطفل الذكاء الاجتماعي للتغلب على الخجل:
- تربيته وفقًا لتعاليم كتاب الله عز وجل وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإرشاده لسلوكيات المؤمن في التعامل مع الغير.
- محاولة تفهُّم خجل الولد وجذوره بهدوء، والتعامل بعقلانية وصبر مع المشكلة.
- تحاشي إبراز خجل الولد ودفعه دفعًا للتعامل مع الخجل.
- إفساح المجال – بصورة طبيعية ومن دون ضغط أو دفع أو قهر – للطفل ليحقّق نجاحات صغيرة في أي مجال أمام أهله أولًا، ثم أمام الغُرباء ثانيًا.
- إيجاد الفرص والمناسبات الطبيعية التي يتواصل فيها الطفل مع الأطفال الآخرين بحرية.