إن أهم شكوى للأزواج من النساء هي أنهن يحاولن تغييرهم، أو بالأحرى إصلاحهم، وذلك على الدوام وفى جميع المناسبات، ويرجع ذلك إلى أنه عندما ترتبط المرأة بزوجها، فإنها تحبه، ويعني هذا الحب عندها أن من واجباتها أن تُساعده على النمو وتحسين طُرقه في عمل الأشياء، وهذا طبيعي لها؛ لأن الزوج هو محور تفكير الزوجة واهتمامها (على الأقل قبل إنجاب الأبناء)، ومهما حاول الزوج المقاومة، فإنها تنتظر أول فرصة لتخبره بما يتوجَّب عليه فعله، وفي حين أنها تشعُر بأنها تهتم به، فإنه يشعُر بأنها تتحكَّم فيه، مما يتسبب في العديد من المشكلات.
إن الرجال يُقدِّرون القوة والكفاءة والمهارة والإنجاز، وهم دومًا يجتهدون في حياتهم العملية ليُثبتوا للجميع جدواهم وقيمتهم من خلال تحقيقهم لأهدافهم، وذلك يعني بالتبعية أنهم مهرة بطبعهم في مواجهة المشكلات وحلَّها اعتمادًا على أنفسهم. والرجال عندما يشعرون بأنهم يحتاجون إلى المساعدة، فإنهم يتوجهون إلى رجل يطمئنون لخبراته، ويعرضون المشكلة عليه للحصول على المشورة والرأي، أي أنهم يجب أن يطلبوا المشورة ليستمعوا إليها باهتمام وتقبل. لذلك يشعر الرجال بالتشكيك في قدراتهم عندما تقول لهم زوجاتهم ما يجب عليهم فعله، دون طلب النصيحة منها.
إن الحل يكمُن في أن تفهم المرأة بأنها عندما تقدِّم نصائحها أو توجيهاتها، التي لم يتم طلبها، فإنها تُرسل للرجل رسالة تقول له فيها: “أنا لا أثق بك أو بقدراتك؛ كم أنت ضعيف!”. لذا، فعلى المرأة أن تحكم نفسها عند حدوث أي مشكلة وتصمت تمامًا، وسيقدِّر زوجها لها ثقتها به حينها، وسيعلم أنه مؤهل ليحل المشكلة وحده، وأنها تقدره وتحترم مهاراته.