كيف تعرف أهم شكوى للزوجات وحلها؟

إن أهم شكوى للزوجات من الرجال هي أنهم لا يستمعون لهن، فالرجل إما أن لا يستمع لما يُقال من الأساس، وإمَّا أنه يستمع لبعض رءوس الموضوعات ثم يسرع باقتراح الحلول وسبل تنفيذها على الفور، ومع أن هدف الرجل من حله المقدَّم هو تحسين مشاعر زوجته، فإنها تُبدي الانزعاج من عرضه للحلول، مما يزيد الأمر سوءًا، إذ يتضايق هو الآخر من عدم التقدير لاهتمامه الصادق بها ومشكلاتها، ومهما اشتكت من عدم استماعه، فهو يُكرِّر فعلته المرَّة تلو الأخرى؛ فهي تُريد التعاطف، وهو يعتقد أنها تُريد الحلول.

إن النساء يُقدّرن الحب، والالتزام، والجمال، والعلاقات، وهن يُمضين الكثير من الوقت منذ طفولتهن في دعم ومساعدة الأهل والإخوة والأقارب والأصدقاء، من خلال التعاطف معهم ومع مشاعرهم، إن رضاء المرأة عن نفسها يتأتَّى من خلال مشاعرها، وجودة علاقاتها مع الغير، ومشاركتها مع من يهمهم أمرها الحياة؛ لذا فهي تبحث عن التعاطف من قِبَل الآخرين على الدوام.

إن التواصل والمشاعر يُعدَّان من أهم الأشياء لكل زوجة، وهذا هو ما تبحث عنه لدى الزوج، ويتسبَّب في شعورها بالضيق عندما لا تجده، إن الزوجة تحتاج إلى أن يعبّر زوجها عن تضامنه مع عواطفها، وتفهُّمه لمشاعرها، بغض النظر عن الموقف؛ فطرح الحلول يعني عندها أنها غير مهمة له وأنه لا يستمع إليها أو يشعر بها.

إن الحل يكمُن في تفهُّم الرجل لأهمية مشاركة المرأة عواطفها مع من تحب، وشعورها بأنه يحترم هذه المشاعر ويقدِّرها، لأن مقاطعتها بالحلول يُرسل إليها الرسالة القائلة: “مشاعرك غير مهمة بالنسبة لي، أنت دائمًا حساسة بصورة مبالغ فيها ويجب أن تتوقَّفي عن ذلك وتقومي بعمل شيء مفيد”. إن أفضل شيء يفعله الرجل عندما تواجهه المرأة بشكوى من موقف ما هو إلا أن يستمع باهتمام، ثم يُظهر التعاطف مع مشاعرها (بعيدًا عن تقييمها أو إصدار الأحكام عليها)، ويقف بجانبها حتى تنتهي من السرد، على ألَّا يعرض الحلول في أي مرحلة، وستُقدِّر له في النهاية بشدَّة تجاوبه معها، وتشعر بالراحة والدعم والحب.

Scroll to Top