اعمل على صنع نمط ثابت لتحقيق الطاعة المستمرة؛ لأن جعل طفلك مطيعًا هو أمر مستمر، ولا ينتهي بانتهاء الموقف. عليك أن تلتزم بنمط محدّد ومتكرر لدرجة الملل والرتابة مع طفلك فيما يخص أسلوبك في التحكّم من أجل تنمية طاعته.
استهدف تنمية الالتزام الذاتي لدى طفلك على المدى البعيد (حيث لا يحتاج للأمر المباشر)، ولا ترضَ بأقل من ذلك الهدف بديلًا، كل مرة.
اعلم أن التهذيب والطاعة المستمرّين هما هدفان يجب أن يحكما كل شيء في علاقتك بأولادك، واعلم أنك إذا لم تلتزم بنمط ثابت للضبط فلن تنمو عند طفلك أبدًا فكرة “الفعل والعاقبة” أو مبدأ “الثواب والعقاب” أو قاعدة “تحمّل المسئولية”، وستكون أنت وقتها كالمتخبّط الأعمى الذي يقود القطيع للهاوية.
يجب عليك أن تُدرك أنه في كل لحظة ونَفَس سيختبر طفلك مدى ثباتك فيما يخص أمور الطاعة والتهذيب؛ لأنه بذلك سيكتشف إذا كانت هذه الأمور واقعية أو وهمية. إذا أدركت ذلك وفهمت أنك بثباتك تصنع عالمًا واقعيًّا لطفلك ليعرف من خلاله حدوده، فإنك ستكون مشاركًا إيجابيًّا في استقراره النفسي، حيث سيستخدم طاقته في الابتكار والتقدم في ظل عالم ثابت.
اصنع عند طفلك فكرة العواقب؛ لأنه عندما يستطيع التنبؤ بالعواقب الثابتة والمتكررة سيجد سهولة بالغة في اجتياز الصعاب ومواجهة الواقع والحياة (وهذا جزء طبيعي من تطوره، فأنت لست موجودًا لكي يظل طفلك سعيدًا 100% من الوقت). إن ثبات فكرة الفعل والعاقبة ينمّي احترام الطفل لك، ويجعله يتعلم تحمّل المسئولية تدريجيًّا.
توقّع في كل لحظة وكل وقت طاعة طفلك (أي لا تقبل عنها – ولو في عقلك الباطن – بديلًا) وسوف يرى طفلك ذلك بفطرته، حتى لو لم يكن معجبًا (فهذا الإعجاب ليس هدفك). إياك والتواني عن العقاب والثبات عليه، وتجنَّب الدخول في مهاترات التساؤل أو الغضب أو التهديد أو التذمّر؛ فقط نفّذ قرارك وكن حازمًا، بمنتهى الهدوء.