كيف تفهم الخرائط العقلية وتستفيد منها في حياتك؟

الخريطة العقلية كمنظار: إن الخريطة العقلية تعد المنظومة التي نفسر من خلالها ما يحدث لنا في حياتنا والتجارب التي نمر بها، أي أنها الطريقة التي ” نرى ” بها العالم، حيث نراه وفقاً لشخصيتنا وليس وفقاً للواقع. إن الخريطة هي القواعد أو المبادئ التي نفسّر بها العالم من حولنا ونتفاعل معه.

أثر الخرائط العقلية على التصرفات والميول: إن هذه الخريطة العقلية بداخلنا (وكلنا نمتلك المئات من الخرائط العقلية) تحدّد أولاً تصرّفاتنا، ثم تحدد ثانياً ميولنا (مثال: الخريطة العقلية القائلة بأن الجاذبية الأرضية تشدنا لأسفل، تحدد تصرّفنا من حين عدم قفزنا من أعلى مبنى مرتفع، وكذلك تحدّد ميولنا بالتبعية من حيث خوفنا التحرك أعلى مبنى بلا أسوار).

أنواع الخرائط العقلية: هناك نوعان من الخرائط الخارجية التي تحدّد ماهية الأشياء (الواقع). والخرائط الداخلية التي تحدّد ماهية الأشياء كما نراها (القيم الشخصية). هذان النوعان يؤثران فينا لا شعورياً طوال الوقت ويحدّدان الفعّالية الشخصية (صحة توجهاتنا في الحياة)، وهما يظهران من خلال تصرفاتنا وميولنا.

أهمية سلامة الخريطة العقلية: تطبيقاً على النقطة السابقة إذا كانت الخريطة العقلية غير سليمة، فلن يفيدك بحال زيادة الجهد في تصرفاتك أو مضاعفة الإيجابية في تصرفاتك، ففي كل الأحوال فإنك لن تصل إلى هدفك في النهاية (مثال: إذا كنت في القاهرة وأنت حامل لخريطة المنصورة، فإنك لن تصل لهدفك مهما حاولت أو كنت إيجابياً). إن الإنسان يجب عليه دوماً أن يراجع صحة خرائطه الخارجية (من المصدر) ومطابقة خرائطه الداخلية لتتفق مع الخرائط الخارجية مرة أخرى، فإن هذه الخرائط مصدرها الدين ومبادئها المسئولية الشخصية والقواعد الحاكمة.

التغيير يبدأ من العمق: إن حدوث نقلة في العمق، أو في خريطتك العقلية، هو مفتاح النجاح الأساسي، حيث أن مسارك يكون قد تم ضبطه وكل ما يتبع ذلك يكون حسناً. ولتعديل الخريطة العقلية، أي الطريقة التي ترى بها الأشياء يجب عليك تعديل تصرفاتك، والعكس بالعكس. وأحياناً يكون التغيير فورى، وأحياناً ما يستغرق أياماً وأسابيع أو سنين (حسب عمقه والمدة التي تكوّن فيها).

رسوخ المبادئ الحاكمة: إن المبادئ الحاكمة هي قوانين ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، ويمكننا من خلال اتخاذها كعلامات مرشدة الوصول إلى تحقيق النجاح. وتقول الحكمة عن هذه القواعد يستحيل علينا أن نكسر القواعد الحاكمة لحياتنا ولكنه يمكننا كسر أنفسنا على هذه القواعد الراسخة. فعلى مر العصور والأزمنة، ظلت القواعد الخاصة بالحق والأخلاق حاكمة لكل تفاعلات الأمم والبشر، وربح من تماشى معها وأخفق من استهان بها، وينطبق ذلك على حياة الجميع.

عنصر الوقت في ترسيخ القواعد وإحلالها: إن القواعد تأخذ الوقت لترسيخها لأنها قواعد طبيعية، ولا يمكن بحال تسريع نتائجها أو التعامل معها بأساليب الكفاءة (مثال: الثقة وزراعة الأرض). واعلم إن التغيير يبدأ من الداخل، وأحياناً كثيرة تكون الخريطة خاطئة، وبالتالي تكون نظرتك للمشكلة هي أساساً، ويبدأ حل المشكلة في تغيير نظرتك أولاً.

Scroll to Top