كيف تفهم الفرق بين الإيجابية والسلبية في مواجهة المواقف الحياتية؟

الإنسان وظروفه: إن الإنسان السلبى يتأثر بالظروف المحيطة به أكثر مما يؤثر هو في تلك الظروف، وهو يتأثر أيضاً بالمرايا الاجتماعية أو الأعراف أو آراء الناس فيه وما هو خارجي. أما الإنسان الإيجابي فهو يمتلك سعادته بداخله ويحملها معه أينما ذهب؛ ولا يعنى ذلك عدم تأثره بما هو خارجي، وإنما يعنى أنه يختار نوع التأثير بعقله الواعي ووفقاً لخرائطه الداخلية المبنية على قيمه؛ إن قيمه الداخلية أهم عنده من المشاعر اللحظية أو الظروف الراهنة.

الاستجابة المختلفة للظروف: بناء على ذلك، فليست الظروف المحيطة بنا هي التي تؤذينا عادة، بل طريقة استجابتنا لهذه الظروف هي التي إما أن تؤذينا أو تخدمنا على المدى الطويل. إن كثيراً من البشر من العلماء والمخترعين والمناضلين قد مرّوا بظروف صعبة في حياتهم وتحديات جمة، ولكنهم لم يدعوا هذه الظروف تنال من اعتزازهم بأنفسهم وبقدراتهم، وبالتالي لم تكسرهم هذه الظروف بل صهرتهم وأظهرت معدنهم الحقيقي وزادت من إبداعهم.

المبادرة كمفتاح: الفرق الرئيسي بين خريطتي المجتمع والمسئولية يكمن في كلمة واحدة؛ المبادرة. إن الإيجابي يأخذ بزمام المبادرة عندما يأخذ زمام المسئولية ويجعل الأشياء تحدث بدلاً من انتظاره لحدوثها، وهو يسعى لحل مشاكله بنفسه ويبذل قصارى جهده لانتهاز الفرض المتاحة فيتبع كل الوسائل الممكنة (بما يتفق مع خرائطه الداخلية وقيمه) في سبيل الحصول على أهدافه المعنوية، المادية أو الأدبية. أما السلبيون فهم للأسف يقضون معظم وقتهم في انتظار حدوث شيء ما، أو في انتظار شخص ما ليساعدهم أو يققيهم من عثرتهم أو يحل مشاكلهم، وأثناء ذلك فهم يلومون كل ما هو خارجي عن موقفهم.

Scroll to Top