بعد أن قمت بصياغة خطّة المسار المهني الخاصة بك، فإن الخطوة التالية هي زيادة فرص ترقيتك من خلال العمل بتميّز في منصبك. إن الموظّفين عادة ما تتم ترقيتهم لأنهم يجيدون عملهم الأساسي، ويجيدون كذلك فن توصيل هذه الحقيقة للآخرين.
إن من يُنجز أكثر تزيد دائمًا فرصه لأن يكون من أهم المرشحين للترقية. إن كونك واضحًا فيما تقدمه من إنجازات لمؤسستك، وهادفًا في أن يتم تقدير هذه الإنجازات لك سوف يساعدك كثيرًا في الوصول لبغيتك.
يفيدك في هذا الاتِّجاه بذل الخطوات الأساسية الآتية:
- أوجد راعيًا لعملك ومرشدًا لك داخل مؤسَّستك، وخاطب مديرك المباشر واسْعَ معه لاتفاق بخصوص بذل المزيد من الجهد والعطاء مقابل تقديرك عند ميعاد الترقيات والتقييمات.
- راقب هؤلاء الذين تمّت ترقيتهم وادرس صفاتهم ومهاراتهم واسْعَ للتعلّم منهم، مع العمل على بذل المجهود المضاهي لمستوى مجهودهم.
- اتّخذ المبادرات مع مديريك، وابذل الجهد الإضافي معهم وساعدهم على تحقيق أهدافهم دومًا.
إن الطبيعة البشرية تتأصّل فيها عادة حب تلقّي التقدير والثناء من الغير بشكل دائم، كما أن نفس هذه الطبيعة البشرية تتأصّل فيها عادة منح التقدير إلى الغير بشكل نادر جدًّا. إن أغلب المديرين لا يثنون على موظفيهم كما يتمنّى هؤلاء المُوظّفون، ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة جدًّا، وغالبًا فإن هذه الأسباب لا علاقة لها بالمُوظّف، وهي لا ترجع كذلك إلى أنهم مديرون سيئون. أهم هذه الأسباب قد تكون:
- انشغالهم الدائم بمسئولياتهم الأخرى.
- شعورهم بأن الموظف قد أدى واجبه بصورة جيّدة، وهذا في حد ذاته هو المطلوب أساسًا؛ لذا لا يوجد داع للتقدير على أداء الواجب.
- توقعهم أن الأمور على خير ما دام الإنتاج جيدًا، واعتقادهم بأن تدخلهم لا داعي له.
- انتظارهم ليعرفوا ما إذا كان العطاء المتميّز من المُوظّف حالة استثنائية، أو وراءه غرض ما، أو أنه ينم عن تطور جديد ومستمر.
- احتفاظهم بالتقدير داخليًّا حتى يتراكم ويتحول إلى قرار بالمكافأة أو الترقية.
ركّز على عملك واتركه ليتحدث عنك مع مرور الوقت، وتجنّب بشدة أية محاولات للدعاية عن عملك وإنجازاتك أو المطالبة علانية بالتقدير؛ لأن هذا يضر جدًّا بصورتك ويُقلّل من شأنك وعملك لدى مديريك. إن دعايتك لعملك بصورة مباشرة يقطع الطريق على مديرك ليقدّرك هو من تلقاء نفسه، كما أنه يجعله يشُك في وجود غرض ما غير مصلحة العمل وراء مستواك الجديد.
لا تَسْتَجْدِ التقدير أبدًا، وإياك والاعتماد عليه لدرجة أن يحرّكك التقدير ويُحبطك عدم وجوده؛ لأن ذلك سيوقعك بأسرع مما تتصوّر ويُردي بمستواك إلى الهاوية، لافتقادك المسئوليةَ، وسماحك للظروف الخارجية بالتحكّم فيك. كذلك يجب عليك أن تحذر أشد الحذر عندما تتلقى التقدير؛ لئلا تنسى نفسك فيقل مجهودك، أو تكثر أخطاؤك اعتمادًا على أنك الطفل المدلّل لمديرك.
لا تطالب صراحة بالترقية أبدًا كمقابل مباشر لاجتهادك في أداء العمل؛ لأن هذا سوف يثير الشكوك حول اهتمامك بمصلحتك الشخصية وعدم تقديرك لجهة العمل، كما أنه سيُظهِرك بمظهر من يتوقف عطاؤه على رغبته في الترقية لمنصب أعلى. من الأفضل أن تفكر على الدوام في كيفية بذل المزيد والمزيد من العطاء لجهة عملك، مع اعتبار عائدك الشخصي متمثلًا في الرضاء عن ذاتك وسعادتك بجودة عملك. تفوّق على نفسك وسيرضى عنك الآخرون.
يجب عليك أن تفهم أن البشر مختلفون، وأن تركّز دومًا على العمل بجد واجتهاد، مع الحذر من الانتقاد، والسعي الدائم للتطوير المستمر، فهذه هي أسلم طريق للتفوق والنجاح والارتقاء.
يفيدك في حالة الرغبة أن تقوم بكتابة إنجازاتك الشهرية في مستند منسق وترسله إلى مديرك المباشر في أول كل شهر (أو بعد انتهاء المشروعات الكبيرة)، ومن المناسب أيضًا أن تتفق مع جهة عملك على إعادة تقييم أدائك ووضعك ككل بصورة دورية (مثال: كل ستة أشهر أو سنة). ابذل من المجهود ما هو أكثر من المطلوب، وستحصد التقدير بشكل غير عادي، وستصبح مع مرور الوقت شخصية غير قابلة للاستبدال.