كيف تنجح في إزالة عوائق تنمية الذكاء العاطفي بين الأزواج؟

إن أغلب الأزواج الذين يعانون من اختفاء العاطفة بينهم يستمُّرون وكأن شيئًا لم يكن، متَّخذين الموقف القائل بأن كل شيء على ما يرام. إنهم يتظاهرون اجتماعيًّا بالسعادة، وهم في حقيقة الأمر ساخطون أو مخدّرو المشاعر.

إنهم يخافون من مواجهة المشكلة؛ لأنهم لا يملكون لها حلًّا. بعض الناس يعتقدون أن إهمال المشكلة سيجعلها تختفي من تلقاء نفسها، في حين يُبِّرر الآخر المشكلة بقوله لنفسه: كن واقعيًّا، لا يوجد شيء اسمه الحب الدائم في الزواج، ولا يوجد زواج كامل، والبعض يُلقي باللوم كله على زوجه، وأخيرًا يذهب البعض لقرار الانفصال بحثًا عن شريك آخر للحياة الزوجية، ويُكرِّرون نفس المأساة مرة أخرى.

إن الحل يكمُن في مواجهة المشكلة، والعمل على حلّها داخل العلاقة الحالية لإعادة إحياء مشاعر المحبة، يجب أن يستهدف الزوجان إعادة إحياء المشاعر الجميلة بينهما، عوضًا عن الاستمرار في الحياة من أجل العائلة أو من أجل الأطفال.

من الأشياء المهمة أن يُراجع كل من الطرفين مصدر خبراته فيما يخص علاقة العاطفة الزوجية، أي يراجع تاريخه؛ فقد ثبت أن الجميع يتعلَّم العاطفة الزوجية من خلال مشاهدة ممارسات والديه داخل المنزل منذ الصغر؛ لذا فعلى كل زوجة وزوج أن يسألوا أنفسهم: هل أريد علاقة عاطفية زوجية تُشبه تلك الخاصة بأهلي؟

إن الخطوة السليمة بعد ذلك تكمُن في الاعتراف بأن المحبة والود هما نتيجة أخلاقيات وسلوكيات دينية طيِّبة يتعلَّمها المرء ويُمارسها في علاقته الزوجية، لتُصبح أفضل وأسعد؛ لذا وجب على المرء الاجتهاد في تحصيل هذه الأخلاقيات والارتقاء بها.

إن العديد من العلاقات العاطفية الزوجية تمر بالمشكلات مع أن الزوجين يُحسنان النية ويصدُقان في الحب والمودة، لماذا؟ لأن الأسلوب يكون غير سليم، وهذا وحده كفيل بصنع المشكلات بينهما. إن أكبر مشكلة تواجه الزيجات عادة هي مشكلة التواصل الفعَّال، وهي مهارة هامة للغاية، لكن بسبب نقصانها يتم تمرير العديد من الرسائل بصورة غير جيدة للطرف الآخر، مع أن النوايا تكون مخلصة جدًّا.

تقود هذه المشكلة الرئيسية إلى دخول العلاقة في حارة مسدودة، وتتسبَّب في مشكلة أخرى فرعية، وهي محاولة كل من الزوجين التنازل عن ذاته وتغيير شخصيته ليُرضي الطرف الآخر وتستمر المركب بلا اهتزازات أخرى. وتكون نتيجة ذلك تكوين ضغط داخلي ناتج عن الكبت؛ لأن شريك الحياة يتصَّرف بصورة غير طبيعية، وبالتالي غير صادقة، فتأتي النتائج عكسية على الجميع.

إنه كلَّما تنازل الفرد عن شخصيته الحقيقية ليظهر ويتصرَّف كما يجب أن يكون، يزداد بُعدًا عن ذاته، وبالتالي تزداد صعوبة حصوله على الحب أو استقباله بسهولة (المقصود هاهنا هي الصفات الشخصية الطيبة ولكن التي لا تتوافق مع الطرف الآخر، وليس الصفات السيئة). تجدُر الملاحظة أن التغيير إذا كان مدفوعًا بالحب والعاطفة والرغبة الصادقة، وليس عدم الرضا عن الذات، فإنه يزيد من الحب المتبادل ويُضاعفه أضعافًا كثيرة.

Scroll to Top