عند التخطيط لليوم التدريبي، خطّط مساحة قدرها 28% من الإجمالي للراحة والفواصل. على سبيل المثال، إذا كانت مدة اليوم التدريبي في الإجمالي 9 ساعات، خططه كما يلي بالنسبة لأوقات:
- الحضور في بداية اليوم والاستقرار والترتيبات الإدارية: 10 دقائق.
- استراحات الشاي والقهوة: 20+20 دقيقة= 40 دقيقة.
- استراحة الغذاء والرجوع منها: 60+15 دقيقة.
- الاستراحات الفاصلة والأوقات البينية المستقطعة: 25 دقيقة.
بذلك يكون المجموع أعلاه هو ساعتين ونصف ساعة من تسع ساعات، أي 28%. اعمل على ألا يزيد وقت استرسالك في أي جزء من المحاضرة عن 20-40 دقيقة (دورة تركيز الراشدين هي ما بين 15-20 دقيقة، ويمكن عمل فاصل قصير أو تغيير الموضوع أو النشاط في نفس الجلسة للتجديد). شجِّع المتدربين بعدها على طرح الأسئلة والنقاش وخصص الوقت لذلك في كل موضوع، واجعل المناقشات تمهيدًا للدخول في تمرينات الدورة. راع أن تكون هناك ساعة قريبة من نظرك على الطاولة أمامك بجانب مستنداتك، لكي تنظر إليها بهدوء عند التحرك نحو الطاولة.
يجب عليك أن تتجنب الظهور بمظهر من يراقب الوقت أو لا يعلم كم مضى منه. تجنَّب كذلك أن يظهر عليك مظهر من مظاهر التعجل أو فقدان الصبر أو الإحساس بالملل؛ لأن ذلك سيُفسِد جو المحاضرة على المتدربين. إذا شعرت بضغط الوقت أثناء الإلقاء، فاعرض الخيار على المجموعة بالاستمرار أو التوقف. إن رأيهم مهم وموافقتهم- حتى وإن كانت شكلية- تجعلهم أكثر إقبالًا على المشاركة وبذل الجهد معك.
إن كيفية تقديمك للدورة يؤثر تأثيرًا كبيرًا في المتدربين؛ لذا يجب عليك أن تهتم اهتمامًا كبيرًا بمظهرك وأسلوب الإلقاء الذي ستتبعه، وذلك نفس اهتمامك بموضوعات الدورة من ناحية المضمون المكتوب. إن تركيز أكثر الجهد على المادة التدريبية على حساب جودة التقديم يتسبب في فشل الكثير من المدربين. ففي حين أنهم من الممكن أن يكونوا قديرين في مادتهم ومن المتميزين في مجالهم العملي أو المهني، إلا أن إهمالهم لأسس وقواعد الظهور والتواصل وكسب الناس قد يجعل تقييم المتدربين سلبيًّا.
كمدرب ناجح يجب عليك أن تتذكر دومًا أن الناس تحكم على الأشياء بقلوبها أولًا، ثم تبرر هذا الحكم بالعقل لاحقًا. إن ما تقوله مهم، والأهم منه هو كيفية قولك له. اعتن بنفسك ونمّ مهارات التعامل والتواصل مع الآخرين قبل كل شيء؛ لأن هذه هي أرضية المدرب الناجح، ذلك الذي ينجح في الوصول إلى قلوب الآخرين ويكسب عقولهم في الوقت ذاته.