إذا شعر أحد الزوجين بأنه قد آذى الطرف الآخر، فليقم بإخباره مباشرة، وليطلب الصفح عن ذلك بصورة هادئة وآسفة وصادقة، وإذا لم يقبل الطرف الآخر هذا الاعتذار، فعلى المعتذر أن يتفهَّم ذلك ويسامح نفسه من دون غطرسة أو استعلاء أو تقليل من شأن الخطأ الأساسي أو الاعتذار اللاحق، فمهمته تنتهي بالاعتذار وعدم تكرار الخطأ، وليس من واجبه إجبار الآخر على قبول الاعتذار أو التصُّرف وكأن شيئًا لم يكن.
ليعمل كل زوج على أن يتحمَّل مسئوليته عن فهم مشاعره الذاتية وحُسن إدارتها والتعامل معها بتعقُّل، بدلًا من إطلاقها في أي وقت واتجاه. ليتعلَّم كل زوج أن يتعامل مع مشاعره السلبيَّة ويتكيَّف معها من أجل مواجهتها والسعي نحو مستقبل أفضل، وليسأل كل زوج نفسه: “ما هي الأمور التي إذا عملتها شعرت بشكل أفضل؟” بدلًا من أن يسأل نفسه عمَّا يُمكن أن يفعله الآخر له. إن عمل ذلك سيعني وجود القدرة على شرح المشاعر الذاتية من غير لوم الآخر ولعب دور الضحَّية.
عندما يشعر أحد الزوجين بالغضب بسبب تصُّرفٍ ما قام به الطرف الآخر، فليبحث عن أسباب شعوره الحقيقيَّة بالغضب ويفهم نفسه أولًا، وليتذكَّر كل زوج أنه عندما يتحدَّث للآخر عن عواطفه فقد يشعر الآخر وكأنه سبب هذه العواطف السلبية، أو يشعر بالرغبة الشديدة في الدفاع عن نفسه، أو بأنه تحت ضغط شديد؛ لذا فمن الأفضل أن يتحمَّل كل زوج المسئولية ويطلب المساعدة، بدلًا من محاولة فرض شيء على الآخر لكي يعمله من أجل تحسين مشاعره هو.
ليتذكر كل زوج أن السعادة في الحياة الزوجية تتمثَّل في كل ما يمكن أن يأتي به كل منهما للعلاقة الزوجية، وليس ما يأخذه أو يستمده كل منهما من هذه العلاقة؛ لذا، فليحاول كل زوج أن لا يعتمد على الآخر لكي يلبِّي له جميع احتياجاته أو يُشبعها له، وليعوِّد كل زوج نفسه أن يعبِّر صراحة ومقدَّمًا عن طلباته التي يطلبها من الآخر، فوضوح التوقُّعات يزيل كثيرًا من المشكلات المحتملة.
ليتعلَّم كل من الزوجين حُسن الاستماع، بمعنى الاستماع للرسالة الظاهرة ومضمونها العاطفي الخفي، وقد يصعُب هذا عندما يشعر الزوج بأنه مُعرض للهجوم، ولكن في مثل هذا الوقت بالذات تعظُم الحاجة لمثل هذا الاستماع الذكي.
ليتذكَّر كل من الزوجين أن العواطف ليست محلًّا للجدل والنقاش والخلاف، وأن المشاعر والعواطف توحِّدنا، بينما تفرِّقنا الأفكار والاعتقادات (والمعنى هنا المشاعر والعواطف الطيِّبة والمشروعة، وليس الأفكار والاعتقادات الخاطئة التي لا أساس لها في دين الله عز وجل). في جميع الأحوال يجب تحمُّل المسئولية الفردية في مواجهة المشاعر غير المفيدة، وتقييد كل شيء بالعقل والاتزان؛ لأن أخلاق الإسلام تقول على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تغضب”. ويجب العلم بأنه مما يُسيء للعلاقات عدم تقبُّل مشاعر الآخر وعواطفه، ومما يُضعفها التسرُّع في إصدار الأحكام. إذن فليحترم كِلا الطرفين مشاعر الآخر ، وليتعقَّلا وليزنا الأمور بميزان الدين والشريعة ليسعدا في حياتهما معًا.
يجب معرفة أن مشاعر الناس تتقلَّب بشكل مستمر، ولذلك فإن توقُّع استمرارها على وتيرة واحدة ثابتة دومًا سيولِّد الإحباط وخيبة الأمل عاجلًا أو آجلًا؛ لذا يجب أن يُقلل الزوج من توقُّعاته ليجعلها أكثر واقعية (لكن لا يعني هذا قبول ما هو خطأ أو غير مقبول). وعمل ذلك يدعم المسئولية الفردية في أننا مسئولون عن توقُّعاتنا وانطباعاتنا في مواجهة المواقف المختلفة في حياتنا.