بادئ ذي بدء، ليعمل كل من الطرفين أثناء الخلاف على تفادي الآتي: المبالغة في الكلام والوصف وتهويل الأمور من خلال تحميلها ما لا تحتمل، أو الدخول في تفاصيل واهية من أجل إثبات صحة الموقف، كما ينبغي عدم استحضار ذكريات الماضي والتجارب السابقة وإقحامها إقحامًا في موضوع النقاش الحالي. ويجب الامتناع عن الاستهزاء، والسخرية، وتسمية الآخر بالألقاب أو الصفات غير الحسنة. يجب كذلك عدم الاستشهاد بأقوال أناس آخرين، أو محاولة إجبار الآخر على الاستماع والمتابعة رغم تصريحه بعدم رغبته بالاستماع الآن، ولا يجب السعي للحصول على موافقة الطرف الآخر على أمر ما أثناء احتدام النقاش.
لتحل الخلاف، من الأولى أن تتحدَّث عن مشاعرك ببساطة، ثم تُعطي الفرصة للطرف الآخر لترى إذا ما كان سيتجاوب معك ليسألك عن سبب مشاعرك هذه. إذا لم يسألك، فقد يعني هذا أنه غير مرتاح عاطفيًّا، ولن يستطيع الانتباه لحاجتك بسبب عدم تلبية احتياجه هو في الأساس. اعلم أن محاولة إجبار الطرف الآخر للسماع وهو غير مستعد لن تزيد الأمور إلا سوءًا، ولن تزيد الحوار إلا حدَّة.
عندما يكون الطرف الآخر في حالة انزعاج وغضب فلا تقاطعه إلا لتوضِّح أمرًا أو لتصحِّح عبارة ما وبهدوء، وأبْدِ موافقتك على كل ما تتَّفق معه فيه، ليشعُر بأنه مفهوم ومقدَّر. إن عملك ذلك سيُعينه على اكتساب الهدوء ومبادلتك حُسن الاستماع لاحقًا. انظر إليه في عينيه وبود لتُشعره بأنك في غاية الانتباه لما يقول، وحاول أن تقوم بتحليل رسائله المنطوقة والخفيَّة لتستخرج حاجاته العاطفية التي لم يتم تلبيتها. واعمل على تجنيب احتياجاتك الذاتية لفترة قصيرة من الزمن ريثما تستمع وتفهم.
إذا لم تتمكَّن من الاستماع فالأولى أن تعترف بذلك لذاتك وللطرف الآخر، واقترح إجراء الحوار في وقت آخر تكون فيه أكثر استرخاء وأقل مواجهة وعدوانية، وأوسع صدرًا للفهم والتجاوب. قم بالإصرار على هذه النقطة، وانسحب حتى تهدأ، واستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقم للوضوء وصلِّ ركعتين لله، ثم اضطجع حتى تهدأ تمامًا.
بعد أن قمت بالاستماع لفهم الطرف الآخر ورؤيته للموقف، وعندما يحين دورك لكي تتحدَّث، عبِّر عن مشاعرك باستخدام كلمة “أشعر بـ…” مع إضافة كلمة واحدة معبِّرة عن عاطفتك؛ مرة أخرى، انتظر لتعرف ما إذا كان الطرف الآخر مؤهلًا ومهتمًّا ليعرف سبب شعورك أم لا، ولا تستمر إذا لم تجده مستعدًّا للاستماع حقًّا.
عند وصولك لنقطة اتخاذ القرار، أظهر احترامك للطرف الآخر واسأله عن مشاعره أولًا، ثم اسأله عما سيشعر به قبل اتِّخاذك لقرار ما. تجنّب التحدِّي في هذه المرحلة، وحاول الوصول إلى اتِّفاق ما في النهاية، أي اتِّفاق، حتى لو كان مضمونه عدم اتفاقكما في هذا الموضوع، المهم هو الحفاظ على الود بينكما.
أخيرًا، يجب إدراك دور التوقُّعات وأثرها الكبير على الحياة الزوجية، سواء بالسلب أو بالإيجاب. بناء عليه فإن من الجميل أن يوائم الزوج توقُّعاته مع واقع الطرف الآخر، بدلًا من المعاناة الدائمة أو محاولة التغيير غير الناجحة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ أو قال: غيرَهُ (الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم- المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1469 خلاصة حكم المحدث : صحيح).