هناك ممارسات ذكية تعين الأهل على تعليم أطفالهم تحمُّل المسئولية، وتعليم أولادك المسئولية يبدأ بتحمُّلك أنت شخصيًّا لها، وطريق ذلك الالتزام بالمبادئ الآتية:
- وفِّر دومًا جوًّا أسريًّا تغمره السعادة والدفء، ووفِّر بيئة متماسكة وهادفة، حيث يمتلك كل فرد فيها خططًا وأهدافًا لنفسه وفقًا لعمره. اجعل الجميع يتعاونون طوال الوقت من أجل تحقيق هذه الأهداف، ولتكن مصادر هذه الأهداف كتاب الله سبحانه وتعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ففيهما الخير كله، وفيهما الصلاح كله.
- توقَّع السلوك الجيِّد من أولادك ظاهرًا وباطنًا، وأعلمهم بهذا. إن قدرة أطفالك على التنبُّؤ بأفعالك في جميع المواقف سيجعلهم أكثر مسئولية وانضباطًا.
- علِّم طفلك بأنه يجب أن يبذل المجهود لكي ينجح، وشجِّعه على ذلك ظاهرًا (بالكلام) وباطنًا (بعدم مكافأته على التقاعس أو تسهيل حياته عليه عندما لا يبذل الجهد). واعلم أن تشجيع طفلك سيساعده على مواجهة المواقف المختلفة بقدرة أكبر.
- شجِّع (في حدود) السلوك الجيد وليس الرديء، وشجِّع طفلك على التحدُّث بذوق دون إلحاح أو استفزاز أو غضب، ومارس النقاش معه بصورة هادئة تكون أنت المسيطر فيها.
- فكِّر قبل أن تتحدَّث وركِّز فيما تقول. واجعل كلامك ذا معنى، واستمر في أي خطة تضعها مع أولادك حتى تحقِّق ما تريد، مهما كانت المدة أو عدد الأساليب التي ستستخدمها حتى تحقِّق هدفك.
- توقَّع حدوث المشكلات وخطِّط لها سلفًا، وبمجرِّد حدوث المشكلة، تعرَّف على سببها، وضع فورًا خطة عملَّية للقضاء عليها من الجذور بالتعاون مع طفلك.
- استخدام العقاب الفعَّال لتعليم ابنك المسئولية وكيفية تغييره للسلوك من أجل تغيير النتيجة، ومن أفضل أنواع العقاب العزلة الإجبارية المؤقتة، والحرمان من الامتيازات، والحبس الممل، والهدوء عند الحوار وعدم المجادلة. تجنَّب أن يكون العقاب ناتجًا عن ثورة غضب؛ لأن هذا سيزيد من حدَّة المشكلة ولن يُعلِّم طفلك شيئًا عن التحُّكم في الذات (بل سيُعلمه أن الانفجار هو القاعدة).
- ابدأ بتعليم طفلك تحمُّل المسئولية وكيفية اتخاذ القرار منذ الصغر، وأهِّل طفلك للعيش في العالم الواقعي كما هو، وليس كما تتمنَّى أن يكون له، اجعله يعرف الحقيقة معك بدلًا من أن يعرفها بمفرده من غيرك. وكن حازمًا كثيرًا، فالأطفال في حاجة إلى قيود ونظم وأسس لكي يتوازنوا داخليًّا ويعرفوا طريقهم في الحياة، وهم بفطرتهم يدركون في أعماقهم أن هذا هو أصدق تعبير عن حبك لهم واهتمامك بهم؛ لذا فإنهم عندما لا يجدون الحزم يسيئون التصرُّف أكثر وأكثر ليجتذبوا انتباه الأهل إليهم.
- ركِّز على الصفات الإيجابية عند طفلك واغمره بالحب (وليس بالمديح) بسبب هذه الصفات، وكن واضحًا عند عملك لذلك، فهذا يرفع مستوى التوقُّعات لديه عن ذاته ويجعلها أعلى وأرقى.
- علِّم أطفالك حب النفس باعتدال وكيفية التعامل مع نقاط الضعف ومواجهتها، وكن لهم قدوة في ذلك.
- لا تشك في أسلوبك التربوي مهما أبدى الآخرون عدم رضاءهم عنه، ولا تسمح لأبنائك أن يُخرجوك عن شعورك، وكن متماسكًا في كل الظروف، وسيطر على سلوكك لتكون قدوة للجميع. ثم تمرَّس على أسلوب الضبط والحزم لتنجح وينجحوا.