إن الموضوع موضوع أولويات، فالعائلة الطبيعية تضع الأزواج أولًا وثانيًا وثالثًا، ثم يأتي الأطفال من بعدهم رابعًا. إن شعور الأهل بالمسئولية تجاه بعضهم يصنع الأجواء الداعمة لأولادهم، الذين سيبدأون في اكتشاف عالمهم بحرية ودفع ثمن نضجهم وتجربة الحياة كما هي فعلًا، مما سيعني راحة جميع الأطراف في النهاية.
إن الأسرة هي الوحدة الأساسية في الحياة الاجتماعية، وهذه الوحدة قائمة على العلاقة المحورية ما بين الزوجين، فإذا كانت هذه العلاقة صحيحة، فإن كل علاقة بعدها مع الأبناء ستكون صحيحة كذلك. والأبناء مؤهلون فطريًّا لأن يدوروا في فلك الأب والأم الملتحمين ككوكب واحد في المنتصف، فهكذا يتنفس الطفل الحرية ويسمع ويُطيع، وسيشعر في هذه الحالة بالحماية والأمان، وسيسعى لتحقيق ذاته.
أما الأسر التي تجعل من الأبناء محور العائلة، على حساب العلاقة الزوجية، بناء على الخرافة القائلة بأن الأبناء دومًا في حاجة لمزيد من الاهتمام، فهي تحصد النتائج الكارثية، ومن أمثلتها ما يأتي:
- تدهور العلاقة الزوجية والتركيز علي الأطفال (فهم أفضل من شريك الحياة).
- زيادة النقمة على شريك الحياة وزيادة الحب الـمرضي للأبناء (لأنهم مصدر السعادة).
- تدهور جودة العلاقة بين الزوجين واتِّخاذ الأبناء أداة (حيث يرى طرف كل أنه حامي حمى الأولاد).
- زيادة السيطرة على الطفل لأنه هو الذي يعطي للحياة المعنى (فالاهتمام به يغطِّي المشكلات الحقيقة).
- تدهور قدرة الطفل على الاستقلال والاعتماد على الذات (فهو يدخل في الصراعات ويعتمد عليها لاستغلال أهله).