إنك تحصل على ما تتوقّعه من أولادك، فإن توقّعت منهم الطاعة حقًّا ستحصل عليها؛ لأنك لا تتصوّر غيرها ولن ترضى عنها بديلًا، وشتَّان ما بين التوقّع والتمني، والتمني هو عندما يرجو الأهل من أولادهم ويساومونهم، أو عندما يهدّد الأهل أولادهم ويجادلونهم، أو عندما يشكو الأهل من سلوك أولادهم ويضربونهم، أو عندما يُغري الأهل أولادهم ليسلكوا السلوك الحسن ويبرِّرون أهمية ذلك لهم. أما التوقع فهو التصديق الراسخ بأنك ستحصل على شيء محدد.
متى كانت آخر مرة أصدرت قرارًا أو طلبت طلبًا وبعد توضيحه منطقيًّا للطفل قال لك: “حسنًا يا أبي/ أمي، أشكرك لتوضيح الموضوع الآن، لقد فهمت وسأسمع الكلام، حمدًا لله أنك هنا بجانبي!!؟”.
هذا لم يحدث ولن يحدث أبدًا؛ لأنك تتعامل مع طفل غير راشد. إن الأطفال يريدون أن يتم الاستماع إليهم ولا يريدون الاستماع إلى أحد؛ لذا فسياسة التبرير من الممكن تطبيقها نادرًا، وفقط بأسلوب مبسّط يستوعبونه، وفقط إذا كانوا حقًّا يريدون الاستماع، فيما عدا ذلك، استخدم الجملة الرائعة عندما يتم الاعتراض عليك بكلمتي: لماذا؟ أو: لِمَ لا؟، وقل: “لأنني قلت ذلك”؛ إن هذا سبب يكفي بقوة، لذا اثبت عليه. توقَّع الطاعة لتحصل عليها كل مرة. وفي كتاب الله سبحانه وتعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم كل الإرشاد إلي أفضل طرق تربية أطفالك أخلاقيًّا وسلوكيًّا، فارجع إلى هذه المصادر على الدوام.