إن الذكاء العاطفي يتعَّرض لأهم اختباراته في الحياة الزوجية؛ لأنها مبنية بقوة على العاطفة بين الزوجين، وتفوق أهمية هذا النوع من الذكاء أهمية الذكاءات الأخرى مثل الذهنية أو المعرفية؛ لأن الزواج لا ينجح على أساس سعة العلم والدراية، وإنما ينجح بناء على عمق الود والمحَّبة.
إن صاحب الذكاء العاطفي يكون أقدر على فهم مشاعره ومشاعر شريك حياته، وأبرع في التعامل مع المشكلات والانتقادات والهفوات الصادرة من الطرفين بهدوء ورزانة، كما أنه سيكون أكثر عطاء من ناحية الحنان والعطف.
عندما يتحدَّث القرآن الكريم عن آية خلق الحياة الزوجية، فإنه لا يذكر سوى أمرين محددين وكلاهما من أمور الحياة العاطفية والمشاعر: )وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( [الروم: 21]. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”. فدين الله عز وجل قد أعطى المودة والرحمة مكانهما في الزواج.
في دراسة علمية دقيقة، تم النظر إلى مستوى الذكاء العاطفي عند 1.119 زوج وزوجة ومدى علاقته برضاهم عن حياتهم الزوجية، وُجد أن الراضين منهم بصورة كبيرة هم الأذكى عاطفيًّا في جميع جوانب الذكاء العاطفي الثمانية، هذه الجوانب هي الشعور بالسعادة، وتقدير الذات، وإدراك العواطف الذاتية، وتحقيق الذات، والتعامل مع الواقع، والعلاقات الاجتماعية، والمسئولية الاجتماعية، والتفاؤل.