إن أساليب تعامل الرجال والنساء مع الضغوط تعد من الفروق الشاسعة بينهما؛ فالرجال يلتفون حول أنفسهم ويميلون للتركيز والانعزال لفترة من الوقت، فيما تنطلق النساء في الكلام مع من حولهن والاجتماع على الفور مع الغير.
إذن، فالصمت يقلِّل من الضغط لدى الرجال ويزيده لدى النساء، فيما يقلِّل التحدُّث من الضغط لدى النساء ويزيده لدى الرجال. إن عدم استيعاب هذا الفرق الهام يؤدِّي إلى الكثير من المشكلات المتراكمة والمرارات بين الطرفين.
عندما يُضغَط الرجل فإنه لا يتحدَّث مع أحد عمَّا يُضايقه، إلا إذا شعر أنه يُريد الحصول على دعمه ونصيحته. إنه يجلس مع نفسه وينعزل لحل المشكلة وحده، وهو يخرج من عزلته بشعور أفضل عندما يجد الحل لهذه المشكلة. إذا كانت المشكلة كبيرة أو مزمنة، فإن الرجل يقوم بالانشغال عمدًا بعمل أي شيء آخر، مثل التنزُّه أو القراءة للاسترخاء. إذن، فالرجل يتوكَّل على الله، ويستخدم الوقت الهادئ للتفكير، وأي ضغط عليه في هذه المرحلة يُثيره؛ لأنه لا يستطيع الاسترخاء وقتها، أو لأنه يعتقد أن زوجته تنتقده حينها، إن تهدئة الرجل تتم من خلال تركه وحده لكي يُعيد حساباته، فهذا هو أفضل تقدير له.
أما عندما تُضغط المرأة، فإنها تسرع بالتحدُّث والفضفضة للتعبير عن نفسها وأفكارها ومشاعرها. ولأن هذه المشاعر تُقلقها أكثر من المشكلة ذاتها، ترى المرأة في مشاركتها مع الغير تعبيرًا عن حبِّها لهم وثقتها بهم. إن ما يهم المرأة المضغوطة هو التنفيس و إخراج الشحنة المكبوتة بداخلها لكي تستعيد اتزانها، ولا يهم المرأة في هذا المقام حل المشكلة فورًا أو حلها على الإطلاق. إن تفكير المرأة وحدها في المشكلة يجعلها عاجزة، أما حديثها مع غيرها حول المشكلة (وليس حول حلولها) فيساعدها على التوازن وجمع الشتات. إن تهدئة المرأة تتم من خلال الاستماع لها وهي تتحدَّث عن المشكلة تلو المشكلة تلو المشكلة؛ لأن هذا سيريحها ويجعلها مطمئنة وأكثر واقعية بعد ذلك.