من شأن صياغة المحتوى التدريبي مع الأخذ في الاعتبار أساليب تعلم الكبار أن يجعل الاستفادة من المادة أكبر. إن أفضل محتوى هو ذلك الذي يخدم احتياجات المتدرب ورغباته واهتماماته، ويخاطب ميوله، ويعالج مخاوفه، ويتوافق مع صفاته الشخصية. إذا ركزت أثناء التأليف على المادة ذاتها فإنك ستكون بذلك متبعًا لأسلوب التلقين، وهو أسلوب قد يناسب الفصول الدراسية أكثر ولا يناسب قاعات التدريب. اعتن باحتياجات المتدرب الراشد، واعمل على صياغة المادة بأسلوب مبسط وسلس، مع التركيز على الجانب العملي والأنشطة التطبيقية والأمثلة الواقعية.
إن الراشد يتمتع بصفتين أساسيتين عند التعلم: أولًا، فهو يقوم بجني المعلومات من خلال حواسه الخمس (80% عن طريق النظر و10% عن طريق السمع، والباقي عن طريق الحواس الأخرى)، وبذلك فإن استثارة الحواس هي أفضل الطرق لتدريبه. ثانيًا، فإن المتدرب الراشد يقوم بترشيح (انتقاء) المعلومات التي يعتقد أنها ترتبط بالموضوع الذي يهمه، ويقوم بإهمال تلك المعقدة أو التي يعتقد أنها لن تفيده؛ لذا فإن المعلومة المبسطة وذات العلاقة هي المعلومة التي سيستوعبها ويتذكرها. عندما تستوعب كيفية تحصيل الكبار للمعلومات، ستستطيع أن تحسن من قدرتك على مساعدة الناس على التغيير من خلال التدريب.
لكتابة موضوعات المادة التدريبية، قم باتباع الإرشادات الآتية لكل موضوع:
- اكتب عنوانًا معبرًا عن المضمون.
- اعمل على ألَّا يزيد الموضوع على صفحتين في المتوسط.
- ضع مقدمة مناسبة وقصيرة ومرتبطة بالعنوان، ثم ابدأ بكتابة نص المضمون، وانتقل من العموميات إلى التفاصيل، ومن المعلوم إلى المجهول.
- تأكد من تسلسل الفقرات منطقيًّا وارتباط بعضها ببعض.
- راعِ التبسيط والتوجه العملي وفرص التطبيق.
- استخدم الصور التوضيحية حيث أمكن وكان ذلك مناسبًا.
- راجع المادة ونقحها للتأكد من ترابط المعاني وخلوها من الأخطاء اللغوية أو النحوية.
دومًا تأكد أن محتواك مناسب للجمهور المستهدف، واسْعَ للحصول على التغذية الراجعة في هذا الصدد من أهل الخبرة والممارسين والمدربين وكذلك المتدربين؛ لكي تصل بمادتك التدريبية إلى مستوى الإتقان المنشود بتوفيق من الله جل وعلا.