إن في اتِّباع أوامر الله عز وجل وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم خير هدى للأساليب المثلى لتربية الطفل المؤمن والفرد الناجح، وفيما يلي عرض موجز لعدد 24 نصيحة إيمانية في تربية الأبناء:
- العناية بالقدوة الحسنة: إن للقدوة الحسنة أكبر تأثير في نفس الطفل، فهو يشب على موافقة ما رآه من والديه وهو صغير، والطفل كالمرآة، ينطبع عليها ما يظهر أمامها كما هو.
- اختيار الوقت المناسب للتوجيه: إن انتقاء الوقت المناسب لتعليم الطفل بصورة عملية الآداب الجامعة والعلوم النافعة، لهو من أسس التوجيه الفعَّال الذي يؤتي ثماره الطيِّبة.
- ضرورة التواضع للحق مع الطفل : إن إعطاء الطفل حقه، وقبول الحق منه، يغرس في نفسه شعورًا ساميًا نحو الحق والعدل والحياة، ويعلّمه أن الحياة أخذ وعطاء، ويدرّبه على ضرورة الخضوع للحق دومًا.
- الدعاء للأطفال في كل حال: إن دعاء الوالدين مستجاب عند الله عز وجل، وبالدعاء تزداد شحنة العاطفة وقودًا، وتتمكَّن الرحمة والرأفة من قلبي الوالدين، وهذه سنَّة الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم.
- مساعدة الأطفال على البر والطاعة، وتهيئة أسبابها لهم: طريق ذلك يكون من خلال الحكمة والموعظة الحسنة.
- التركيز على التوجيه للخير أكثر من اللوم والعتاب على التقصير: إن تكثير الملامة على الطفل تهوِّن عليه الملامة وارتكاب القبائح، والأفضل من ذلك تنمية مناطق الخير ودقّة الملاحظة والحياء عنده، والعمل على ترسيخ الإيجابيات لتزول السلبيَّات وبهدوء.
- العناية بالأدب مع الوالدين والعلماء: يجب أن لا ينادي الطفل أباه أو معلمه باسمه، ويجب أن يخاطبهم الطفل بصورة كريمة ومتواضعة، وينظر إليهم نظرة احترام وتوقير وتقدير.
- العناية بالآداب الجامعة: من هذه الآداب أدب الطعام والإنصات للقرآن والحق وأدب الصدق وأدب حفظ الأسرار وأدب سلامة الصدر من الأحقاد ومحبة الخير للإخوة.
- الوعظ باستخدام القصة: من الأساليب الوعظية المؤثِّرة مع الأطفال أسلوب القصة، سواء تلك التي يرويها الأهل له، أو يقرؤها هو بنفسه. إن القصة تساعد على يقظة الطفل الفكرية والعقلية، وتُشعره باللذة والمتعة، وفي القصص القرآني والنبوي نجد الكثير من العظات.
- الاهتمام بالخطاب المباشر: عندما نُخاطب الطفل، يجب أن يكون خطابنا مباشرًا وصريحًا وواضحًا، وواجب على المتحدِّث أن يعلِّم الطفل كلمات مختصرة مفيدة، لا طول فيها، ولا ملل، وذلك انسجامًا مع طبيعة الطفل الفكرية، التي تتطلَّب الكلمات القصيرة الجامعة.
- العناية بالخطاب المحدود على قدر العقل: يجب علينا أن نُدرك أن الطفل كائن صغير له حدوده العقلية التي لا يُمكنه تجاوزها؛ لذا وجب علينا أن نُخاطبه على قدر عقله وفكره، لأن ذلك يسهِّل حل كثير من المشكلات ويوفر الكثير من المجهود.
- ضرورة التحلِّي بالهدوء: عند الحوار مع الطفل يجب علينا أن نتحلّى بالهدوء؛ لأن الهدوء ينمّي عقله، ويوسِّع مداركه، ويزيد من نشاطه في الكشف عن حقائق الأمور. إن تدريب الطفل على الحوار الهادئ والمناقشة يقفز بالوالدين إلى قمة التربية والبناء.
- الاهتمام بغرس القدوة في نفس الطفل: في جميع الأحوال، يجب شد الطفل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كقدوة له في كل شيء وعمل؛ لأن ربط الطفل بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء به، وغرس حبّه عقديًّا وإيمانيًّا في قلبه، سيجعله إنسانًا سويًّا سلوكيًّا وأخلاقيًّا وعمليًّا.
- حُسن اختيار الصحبة: تلعب الصحبة دورًا كبيرًا في التأثير على نفسية الطفل، ومن حق الطفل أن يصحَب الكبار ليتعلَّم منهم، فتتهذَّب نفسه، ويتلقَّح عقله، وتتحسَّن عاداته. كما يجب على الكبار كذلك أن يُحسنوا اختيار الصحبة الصالحة لأطفالهم ممَّن هم في مثل أعمارهم، وذلك من خلال البحث عن الرفقة الصالحة التي تلتزم بحدود الله ومرضاته.
- العمل على زرع التنافس البنَّاء بين الأطفال ومكافأة الفائز: إن التنافس يُحرِّك في الأطفال – كما في الكبار – الطاقات المكنونة والمواهب الخفيَّة، والتنافس من الممكن أن يكون فكريًّا، أو عمليًّا في أي من مجالات الخير والنماء.
- العناية ببناء الطفل اجتماعيًّا بصورة سليمة: يتم ذلك من خلال اصطحاب الطفل إلى مجالس الكبار، وتعويد الطفل على قضاء حاجات المنزل، وعلى البيع والشراء، وعيادة المرضى، والتعوُّد على سنَّة السلام، ومبيت الطفل عند أقربائه الصالحين.
- العناية بتشجيع الطفل حسيًّا ومعنويًّا: إن التشجيع هو عنصر ضروري من عناصر التربية، ويجب استخدامه، ولكن في حدود معقولة. فللتشجيع دور كبير في نفس الطفل، وفي تقدُّم حركته الإيجابية البنَّاءة ، وفي كشف طاقاته الحيوية ومواهبه الخفية.
- الاهتمام بتنمية إيمان الطفل بالله والتوكُّل عليه سبحانه وتعالى من خلال التفكير السليم والأخذ بالأسباب: إن تعويد الطفل الاعتماد على الله عز وجل في كل أمر ، مع الأخذ بالأسباب الدنيوية، ليكون التوكُّل على الله توكّلًا حقًّا، لهو أمر هام للغاية.
- ضرورة التكرار على الطفل لتعويده الخير: إن الطفل كأي كائن بشري ينسى، ويغفل، وقد خصّه الله بطفولته الطويلة وهو غير مكلَّف، وإنما لكي يتم تهيئته للتكيف قبل البلوغ. وتكرار الأمر أكثر من مرة ضروري لكي يتأثَّر الطفل بالأمر ويتعوَّد عليه.
- العناية بالتدرُّج في تعليم السلوكيات للطفل، واستخدام الترغيب والترهيب أثناء التعليم: إن التدرُّج مع الطفل يزيد من عمق تأثره بالسلوكيات الجديدة المتعلَّمة، كما أن ترغيبه في الثواب وتخويفه من العقاب يلعبان أثرًا طيبًا في تحقيق التزامه الأخلاقي المطلوب.
- تأصيل الخطأ ثم تصحيحه: عندما يُخطئ الطفل، فإن استئصال الخطأ عنده من جذوره يُعد نجاحًا باهرًا ونصرًا كبيرًا في العملية التربوية، لهذا فإن تحديد أصل الخطأ واجب لتسهيل حلّه وتلافيه مستقبلًا. والأسباب ثلاثة: إما فكرية، وإما عمليَّة، وإما ذاتية. فأما الأسباب الفكرية فترجع إلى أن الطفل لا يمتلك الفكرة الصحيحة عن الشيء، فيتصَّرف ويُخطئ (مثال: يعتقد الطفل أن الأكل بشراهة هو شيء مقبول). وأما الأسباب العمليَّة فترجع إلى أن الطفل لا يستطيع أن يُتقن تنفيذ عمل ما، فيعمله بصورة خاطئة (مثال: يخطئ الطفل عند نقله الأشياء وتكون عرضة للكسر لأنه لا يعرف كيف يحملها). وأما الأسباب الذاتية فترجع إلى طباع الطفل، التي قد تكون سلبية (مثال: عندما يكون الطفل عنيدًا أو لا مباليًا لما يتلقَّى من أوامر).
- التصحيح السليم للخطأ الفكري: لتصحيح الطفل فكريًّا، يجب تعليمه التفرقة بين ما هو صحيح وما هو سقيم؛ لأنه بطبيعته يجهل أكثر مما يعلم. وطريق التعليم يجب أن يمتاز بالرفق واللين والمرونة في اتّباع شتَّى الطرق. فعندما نصحِّح فكرة الطفل، يفيدنا أن نفعل ذلك برفق وحنو، وبهدوء أعصاب، مع تبيان الأسباب الداعية إلى عمل ما نطلبه منه، لكي تتأصَّل عند الطفل الجذور الصحيحة مستقبلًا.
- التصحيح السليم للخطأ العملي: لتصحيح الطفل عمليًّا، يجب على المربِّين اتّباع أسلوب “دعني أريك كيف نفعل ذلك” على الدوام؛ لأن الطفل من غير أن يُشاهد العمل أمامه يبقى في جهل وظلام. وعرض العمل وتنفيذه أمام الطفل أدعى للعلم الصحيح والأداء السليم، كما أنه أكثر جاذبية من الأمر الصارم. وينطبق هذا على العبادات من صلاة وصوم وغيرهما، كما ينطبق على طرق عمل الأشياء العمليَّة كافة، فالتدريب العملي الواقعي له بالغ الأثر في تعليم الطفل الخطوات الحسيَّة السليمة لعمل أي شيء.
- التصحيح السليم للخطأ الذاتي: لتصحيح ذات الطفل وأخلاقياته، في حالة إصراره على الخطأ بعد محاولات تصحيحية فكريًّا وعمليًّا، يجب التدرُّج معه في المراحل الآتي ذكرها لتأديبه: المرحلة الأولى: رؤية الأطفال لأداة العقوبة (الضرب) والخوف منها: إن كثيرًا من الأطفال يردعهم رؤية أداة العقوبة، وبمجرِّد إظهارها لهم يسارعون إلى التصحيح، ويتسابقون إلى الالتزام في كل أمر. المرحلة الثانية: شدّ الأذن: وهي أول عقوبة جسدية للطفل، إذ بهذه المرحلة يتعَّرف على ألم المخالفة، وعذاب الفعل الذي ارتكبه. المرحلة الثالثة: الضرب: إذا لم تُجْدِ مشاهدة أداة الضرب، وإذا لم تُجْدِ شد الأذن، وما زال الطفل مصرًّا على المشاكسة والعناد، فهذه المرحلة كفيلة بكسر العناد.