ما هو الانطباع الأول؟ الانطباع الأول هو ببساطة الرأي المكوَّن عنك وكل ما يتعلق بك مثل تصرفاتك، وميولك، وذوقك، وفكرك، وطباعك، وثقافتك، وكل شيء آخر قابل للاستيعاب. 90% من الانطباع الأول يتكوَّن خلال أول 20 ثانية، وهذا الانطباع له أشد التأثير على تفكير وتصرفات الآخرين تجاهك وتعاملهم معك بدءًا من اللحظات الأولى. لذلك يجب عليك مراعاة أن يكون انطباع الغير عنك إيجابيًّا لتصنع جسور التواصل معك؛ لأن الانطباع السلبي يبتر التواصل من قبل أن يبدأ.
الاعتداد بالذات لا يأتي بعد النجاح، بل يسبقه؛ لأن الصورة الذاتية الناجحة ينتج عنها التصرف الناجح. لا يوجد سبب يدعو الآخرين للتفكير فيك كشخص مثير للاهتمام عندما ترى أنت نفسك مملًّا وغير لائق للصحبة. المسألة كلها مسألة ميول واتجاه ذهني إيجابي، فالناس تصدق ما تصدقه أنت عن نفسك. عندما تعتني بنفسك، وشعرك، وأظافرك، وملبسك وكل شيء آخر يتعلق بمظهرك، فإنك ترسل رسالة تقول فيها للناس إنك تقدّر نفسك وتتوقع ذلك من الغير. ليس المهم ثمن ما تلبس، إنما المهم جودته وتنسيقه. إذا كنت تريد إعطاء الانطباع الحسن في جميع الأوقات اعمل على أن تعتني بمظهرك العام دومًا.
انتق الملابس المناسبة للموقف الذي ستشارك فيه، مع التركيز على البساطة والشكل التقليدي. تجنَّب ارتداء الألوان التي تتباين بحدة مثل الأبيض والأسود معًا، أو تلك التي تلفت الانتباه بصورة صارخة أو تحمل رسائل متضاربة. اختر الألوان الهادئة والمائلة للغامق لتظهر بمظهر المعتد بذاته والمؤهل لكسب ثقة الآخرين. احرص دومًا على ارتداء الملابس التي تتفوق بدرجة واحدة على من تتعامل معه وفقًا للحدث، واهتم بنظافة ملابسك وأن تكون مكوية في جميع الأوقات بعناية. اعمل على أن تكون هيئتك العامة معبرة عنك وخادمة لمصلحتك في كل وقت تتواصل فيه مع الغير. أثبتت الأبحاث أن تأثيرنا على الآخرين أثناء التواصل مكوّن من العناصر الآتية:
- الكلمة المنطوقة (بنسبة 7%): تحمل الكلمات المنطوقة في ذاتها معاني أساسية جدًّا، فهي توضح الاتجاه العام فقط.
- الصوت أثناء الكلام (بنسبة 38%): إن الطريقة التي يتم نطق الكلمات بها تؤثر تأثيرًا ملموسًا في كيفية استيعاب الرسالة (مثال: اختلاف النبرة، السرعة، اللهجة، الخ).
- لغة الحركات (بنسبة 55%): إن مظهر وحركات المتحدث أثناء الحديث تشكل الجزء الأكبر من الرسالة وتنقل مضمونها بصورة ضخمة (مثال: الملابس، طريقة تحريك الأيدي، نظرة الأعين، الخ).