جعل الأطفال يتحملون عواقب السلوك السيئ

إن المسئولية هي جذور الحياة السليمة، فبدون المسئولية لا يمكن الحياة في هذا العالم، أو على الأقل لا يمكن الحياة في المنزل. بعد الحصول على الطاعة الكاملة من الأطفال، يجب البدء في تمرينهم على أن يتحمّلوا مسئولية أفعالهم، وأن يعرفوا أن كل فعل له عاقبة حتمية.

من الأمور الضرورية لتعليم أطفالك المسئولية، تحميلهم عواقب سوء سلوكهم، بدلًا من أن تتحمَّلها أنت عنهم. إنك عندما تنفعل أو تُستثار أو تغضب من الطفل، أو تجادله في مشكلة تخصّه، فإنك تتحمّل المسئولية عنه، وهذا خطأ؛ لأسباب عديدة: أولًا لن يفيدك ذلك، وثانيًا سيُشعره هذا بالقوة، وثالثًا لن يحل هذا ولا ذاك المشكلة. اجعل ابنك يدفع ثمن أخطائه تجاه الغير، وحده، وكاملة، وإياك أن تتضايق وتصرخ فيه وتتحمّلها عنه (مثال: اجعله يعتذر ويدفع التعويض المناسب لكل من أخطأ بحقه).

إن محاولتك لتحمّل سوء سلوك ابنك يعني أن المشكلة لن يتم حلّها أبدًا؛ لأن المشكلة عند ابنك وليست عندك. الحل الوحيد هو استخدام العقاب المرتبط بالفعل الخاطئ، من خلال التخطيط الوقائي والإنذار، وربط كل فعل بعقاب يؤثّر على مستوى معيشة الطفل، وقم بوضع ألف خط تحت كلمة مستوى معيشة الطفل – مثل الحرمان من اللعب، أو من رؤية الأصدقاء، أو من الخروج، وما إلى ذلك.

لا تركض لحماية ابنك من كل مشكلة وكل كارثة محتملة، ولا تتحمّل مسؤوليتها أو مسئولية تفاديها عنه. اجعله يقع على وجهه ليتعلم بالطريقة الصعبة إن أراد هو ذلك.

يجب الالتزام بمنتهى الحزم بتنفيذ هذه الخطّة، وكُن متدرجًا، واترك مدى واسعًا لزيادة العقاب تدريجيًّا وببطء. عند تنفيذ العقاب اترك الطفل مع نفسه، وستلعب الطبيعة الفطرية دورها، وسيتعلّم حدوده خلال فترة قصيرة جدًّا.

أما أسوأ حل فهو الاعتماد على المكافأة لتعديل السلوك السيئ؛ لأنها غير محفّزة أساسًا، وستفقد بريقها بعد فترة، لتصرّف الأبناء بدرجة غير متصوّرة من السوء عند غيابها. لذا لا تربط المكافئات بعمل ما هو واجب، وتجنَّبْ صنع كارثة في شخصية أولادك؛ اجعل حافزهم داخليًّا بحتًا.

في حالة العراك مع الإخوة، اتبع القاعدة الذهبية القائلة بعدم التدخل ما أمكنك، وعدم محاولة الحكم على من المخطئ أبدًا، وقم بتنفيذ عقاب موحّد ومشترك مع الاثنين في حالة ما إذا قرّرا اللجوء إليك، وبأي حال (فالعراك شيء صحي وطبيعي، وعمومًا فالأطفال لا يفهمون معنى العدالة بالضبط في هذا السن).

Scroll to Top