فهم أهمية التواصل مع الآخرين لإيجاد أرضية مشتركة

أصل كلمة “التواصل” بالغة اللاتينية يعنى البحث عن أرضية مشتركة، أي الوصول لهدف ثنائي يجمع أطراف عملية التواصل. هذا هو هدف أي تواصل ما بين طرفين راشدين: الأخذ والعطاء والوصول إلى الاتفاق. إذن فالغاية لا تتمثل في الاستماع فقط أو التحدث فقط.

تمر عملية التواصل الناجح بأربع مراحل هي: مرحلة الانتباه والتحضير للتواصل، ثم الاستماع والاستيعاب، ثم التأكيد على الفهم، وأخيرًا التحدث بالرد الهادف.

هناك عدد من المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالتواصل، يجب عليك معرفتها والتخلص منها إذا أردت النجاح في الوصول إلى الآخرين. هذه المعتقدات هي كما يأتي:

  • كلنا نعرف كيف نتحدث وكيف نتكلم فطريًّا: في الحقيقة فإن العالم من حولنا مليء بالمتكلمين، ولكنه يفتقر بشدة إلى المتحدثين بلباقة من أصحاب القدرة على الجذب والإقناع.
  • الاستماع هو ببساطة عبارة عن الجلوس في صمت والإنصات: إن العديد من التجارب التي نمر بها على الصعيد الشخصي تثبت أن الطرف الآخر قد يستمع ولكنه لا يستوعب مرادنا أو يتفاعل معنا بالصورة المرجوة؛ ذلك لأنه لم يكن واعيًا لما قلناه من الأساس.
  • الأصم لا يمكنه أن يستمع للآخرين: إن الأصم قد لا يسمع الكلمات بأذنيه، لكنه يقرأ الرسالة كلها بعينيه، وإذا تذكرنا أن التواصل مع الآخرين يتم بنسبة 55% عن طريق لغة الحركات، أدركنا قدرة الأصم على قراءة الآخرين واستيعاب ما بين السطور بصورة ممتازة.
  • يُمكن للفرد أن يتواصل أفضل فقط بقوة الإرادة: الأمر ليس بهذه البساطة، فهل يمكن لأحد أن يبرع في مادة الرياضيات مثلًا فقط لأنه يريد ذلك؟ بالطبع لا، فمادة الرياضيات تحتاج إلى مدرس وتحتاج إلى دراسة، وفن التواصل مع الآخرين هو بالضبط كذلك، يجب الاجتهاد فيه لتعلُّمه والأخذ بأسبابه للنجاح.
  • التحدث أهم من الاستماع: لقد قال حكيم إن الإنسان له أذنان وفم واحد لكي يستمع أكثر مما يتحدث، وأثبتت الأبحاث أنك تكون أكثر قدرة على الإقناع والوصول إلى قلب وعقل الآخر عندما تستمع له أكثر مما تتحدث؛ لذا فالاستماع هي مهارة غاية في الأهمية للجميع.

يجب عليك أن تكون متحررًا من هذه المعتقدات لكي تمارس التواصل بصورة حسنة وتتمرس على كسب الآخرين عن طريقه، فهذه أول خطوة تخطوها نحو التواصل الناجح وإيجاد الأرضية المشتركة.

Scroll to Top