كيف تتعامل بحكمة مع إحباط الأطفال؟

تقول الحكمة بأنه يجب عليك أن تصبر على الشوك إن أردت جني الورد، وينطبق هذا على تربية الأطفال. إن التغيير والتعديل السلوكي لإصلاح الأطفال هو شيء واجب؛ لأن التعديلات السطحية تؤذي أكثر مما تنفع، ويجب أن تعلم أن الأطفال قابلون للتحوّل فوق ما تتصوّر مهما أبدوا من إحباط؛ كن إيجابيًّا.

عند التعامل مع إحباط الأطفال، ضع في اعتبارك الآتي:

  • اعلم أن الطفل بطبيعته لن يُرحّب بالتحول؛ لأنه سيضحّي بكم كبير من تحكّمه في الأسرة وسيطرته عليها. أثناء الفترة الأولى، كما في الإقلاع عن الإدمان، ستزداد حدة الأعراض الانسحابية وستتضاعف المشكلات السلوكية؛ لأن الطفل سيقاوم إزالة ما هو خاطئ ليبقى الوضع على ما هو عليه. خلال هذه الفترة يجب الثبات والرسوخ على طلب ما هو صحيح وواجب، وبعد الضيق سيكون الفرج، وستتحسن العلاقات بشكل تدريجي، وسيزيد الحب والتواصل الفعلي.
  • إن كل شيء في الحياة له ثمن، وتربية الأطفال الأصحاء، والسعداء، والمسئولين ثمنه الصبر والمجهود. إن الأطفال المطيعين هُم الأكثر تحمّلًا للمسئولية والأكثر نجاحًا، والأهل الذين يمارسون الدكتاتورية المحبَّة هُم الأكثر سعادة على المدى البعيد؛ فلتكن منهم.

يعتقد الكثير من الأهل أن الإحباط شيء سيئ لأولادهم، وفي الحقيقة فإن قدرًا معيّنًا من الإحباط يقوّي الأطفال ويدعمهم في حياتهم؛ فأهلًا بالإحباط الجميل المبني عل الحقائق الآتية:

  • يُعد الهدف من تربية الأطفال الأسوياء والسعداء هو تأهيلهم ليواجهوا الحياة وحدهم، والإحباط من جرَّاء عدم الحصول على كل الأمنيات هو جزء من واقع الحياة. إن الحياة مليئة بالإحباط والظروف الخارجة عن الإرادة، وخداع الطفل وإيهامه بأن الحياة وردية سيضرّه كثيرًا على المدى البعيد، ويضر أهله على المدى القريب (لتخطّي طلباته سقف المعقول مع تقدمه في السن).
  • اعلم أنه فقط عن طريق الإحباط سيستطيع الطفل تعلّمه وتحمله وتقبله، والعمل مستقبلًا على تفاديه من خلال تحمُّل المسئولية وحل المشكلات والاجتهاد في العمل. إنه فقط مع الفشل المتكرر يتعلَّم الطفل الوقوف مرة أخرى، ويكتسب عادة المثابرة. إن الإحباط وتعلّم الصبر سيجعل طفلك ناجحًا في الحياة الشخصية والمهنية، وحتى في تعامله مع ذاته. فساعد ابنك ولا تكُن عقبة في وجه نموّه السوي.
Scroll to Top