كيف تعيش الحياة التي تريدها؟

لماذا لا نعيش الحياة التي نريدها؟

لسببان واضحان في القرآن والسنة:

أولًا لأننا لا نبذل الجهد الكافي + السليم للوصول إلى الحياة التي نريدها:

  • الناس تجرب ما تراه مناسبًا وتتَّبع الظن والهوى وطريقة الحكم على التجربة بناء على النتيجة، التي إما أن تصيب وإما أن تخيب. هذا يأخذ منهم عمرهم كله في كل شيء، في التعلم، في العلاقات، في الزواج، في العمل، في كسب المال، في تربية الأبناء، والحياة لا تكفي التجربة في ذلك كله.
  • الناس وهي تجرب تختار الأنشطة التي تريحها وإن كانت تضرها، بدلًا من اختيار الأنشطة المجهدة وإن كانت تفيدها، وهذه معضلة أخرى، فقط يعرف الناس ما هو سليم، لكنهم لا يبذلون الجهد الكافي بسبب كسلهم وتسويفهم، فهؤلاء لن يصلوا أيضًا.

 

ثانيًا لأننا لا نتوافق مع السنن الإلهية والكونية التي وضعها الله سبحانه للوصول إلى تلك الحياة التي نريدها:

من يريد الآخرة سيعطيه الله سبحانه وتعالي خيري الدنيا والآخرة، ومن يريد الدنيا لن سيكون فقره بين عينه لأن الإنسان لا يملأ جوفه إلا التراب ولو كان له واديًّا من ذهب لأراد الآخر، ومن يريد الدنيا فقط لن يكون له في الآخرة من نصيب، والأدلة في ذلك كثيرة جدًا في القرآن والسنة الثابتة، وإليكم بعض النصوص:

{تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [الأنفال: 67]

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا } [الإسراء: 18 – 21]

{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } [الشورى: 19، 20]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: مَن كانت همَّه الآخرةُ ، جَمَع اللهُ له شَمْلَه ، وجعل غِناه في قلبِه ، وأَتَتْه الدنيا راغمةً ، ومَن كانت همَّه الدنيا ، فَرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عَيْنَيْهِ ، ولم يَأْتِهِ من الدنيا إلا ما كتب اللهُ له

الراوي : زيد بن ثابت / المحدث : الألباني / المصدر : صحيح الجامعالصفحة أو الرقم: 6516 / خلاصة حكم المحدث : صحيح

استكمالًا لهذا، وبعد إرادة الآخرة، يكون الدليل هو العمل في الدنيا وفق السنن الإلهية والكونية التي وضعها الله سبحانه، وهذه تحتاج لعلم وعمل، فيكون الصبر عند اللزوم، والشكر عند اللزوم، وحسن الخلق عند اللزوم، والإحسان عند اللزوم، والإتقان عند اللزوم.. إلخ فتكون النتائج التي وعد الله بها سبحانه عباده في الدنيا تمهيدًا للآخرة:

{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل: 96، 97]

Scroll to Top