معرفة دوائر الحياة: إن لكل فرد منا دائرتين في حياته، الأولى اسمها ” دائرة النفوذ ” وهى الدائرة التي تحتوى على كل ما يتعلق بالشخص ذاته ومشاكله وكل ما يستطيع فعله (أفعاله الاختيارية)، والثانية هي ” دائرة الاهتمام ” وهى تحتوى على كل ما يتعلق بالظروف الخارجية والعمل والحياة والناس من عائلة وأصدقاء ومجتمع ودولة وعالم أجمع.
أنواع المشاكل والتحديات: إن هناك ثلاثة أنواع من المشاكل والتحديات التي تواجهنا كثيراً طوال الوقت:
- مشاكل/تحديات تحت سيطرتنا مباشرة: كل ما يتعلق بتصرفاتنا نحن.
- مشاكل/ تحديات يمكن التأثير فيها بطريقة غير مباشرة: كل ما يتعلق بتصرفات الغير.
- مشاكل/ تحديات لا يمكن السيطرة عليها أو التأثير فيها بحال: كل ما يتعلق بالماضي أو الحقائق أو الأمور الأعم والأشمل مجتمعياً.
التركيز على دائرة النفوذ: إن الإنسان الإيجابي يركز معظم جهوده وطاقته في معالجة المشاكل التي تدخل ضمن دائرة نفوذه أولاً، دون أن ينسى مشاكل الآخرين التي تقع في دائرة اهتمامه؛ فهو ينير الطريق لنفسه أولاً ليساعد الآخرين بعد ذلك. وهو يركّز طاقته بإيجابية على ما يستطيع فعله بدلاً من شكواه من الظروف الخارجة عن إرادته.
سلبية التركيز على دائرة الاهتمام: أما الإنسان السلبى فهو لا يدرك الفرق بين دائرتي النفوذ والاهتمام ولذلك يضيّع معظم جهده ووقته في التركيز على أمور لا يمكنه أن يحرز فيها تقدماً يُذكر: وبالتالي يُحبط لطلبه النتائج السريعة وتركيزه على الأمور السطحية المتعلقة بالكفاءة من دون النظر لحقيقة الأمر. ووفقاً لخريطة المجتمع فإنه عادة ما يلوم الظروف والآخرين على انعدام تقدّمه، مما يقلّص من دائرة نفوذه.
البداية من الداخل: إذن الشخص الإيجابي الفعّال يواجه المشاكل الداخلة ضمن دائرة نفوذه أولاً ويغيِّر من تصرفاته إلى الأفضل قبل أن يطلب من غيره أن يفعل ذلك، وهو يأخذ الخطوة الأولى الصحيحة تجاه أي موقف بفعله ” شيئاً ” إزاءها، مما يجعل الأمور تنقلب لصالحه في كل الأحوال في النهاية. وهو لا يلعب أبداً دور الضحية الشاكية، وهو يواجه الظروف ويُقبِل على التحديات، وبذلك يزيد ويوسع من دائرة نفوذه حتى تصبح مساوية في الحجم لدائرة اهتمامه (وهو يتحكّم في الأولى فيما يؤثر في الثانية).