كيف تطورت إدارة الموارد البشرية؟

ازداد الاهتمام بالموارد البشرية استجابة للضغوط التي واجهت وتواجه مؤسسات الأعمال، ففي النصف الثاني من القرن الثامن عشر كانت الثورة الصناعية وما ترتب على ذلك من تقدم وسائل الإنتاج في الورش والمصانع، وفي هذا النظام أُهمل العامل الإنساني من حيث الدعم والمكافآت والتحفيز والاستقرار. مع بدايات القرن العشرين بدأ العديد من أصحاب الأعمال في إنشاء قسم إداري يهتم بشئون العاملين من أجل تحسين الجانب المعنوي والاجتماعي والمادي لهم.

بنهاية الحرب العالمية الثانية قام معظم أصحاب الأعمال بإدارة علاقات التوظيف من خلال قسمين أساسين هما: قسم علاقات العمل الذي يدير العلاقات مع اتحاد العمال والنقابات المهنية المختلفة، وقسم إدارة الأفراد الذي يدير شئون الموظفين غير المنتمين لأي من الاتحادات العمالية.

ثم في الربع الأخير من القرن العشرين تغيرت المسميات والاهتمامات ووصلت إلى ما يسمي بإدارة الموارد البشرية، وأصبح هذا المفهوم يركز على اعتبار أن الأفراد عنصر رئيسي في المؤسسة ويمثلون أصلًا من الأصول التي تستثمرها من أجل إنتاج القيمة لأصحاب العمل.

تشتمل أنشطة الموارد البشرية اليوم علي الأنشطة التقليدية لإدارة الأفراد، مضافًا إليها مسئوليات تنظيم العاملين من خلال فرق العمل، ومهام مساعدة العاملين على تحمل مسئولية أنفسهم وأعمالهم، بجانب دعمهم في عملية تبادل الخبرات بينهم، كل ذلك ضمن منظومة متكاملة تستهدف إنتاج المنتجات والخدمات عالية الجودة التي تدعم وتعزز رضاء العملاء والمستهلكين، من أجل تحقيق الأرباح للمؤسسة.

Scroll to Top