يعتبر العنصر البشري في المؤسسة من أهم الأصول التي تمتلكها المؤسسة؛ لأن الأفراد هم الذين يخترعون، ويبتكرون، ويضيفون، ويجددون، ويدبرون، وينفذون، ويبيعون. وإذا فُقد العنصر الفعال من الأفراد فإن المؤسسة تفتقد إلى الكفاءة و الأداء المتميز. يتطلب وجود أي مؤسسة بعض المستلزمات المادية مثل الموقع، والتجهيزات، ومستلزمات الإنتاج، إلا أن هناك عوامل أخرى أكثر أهمية مثل المعارف والموارد البشرية؛ نتيجة لذلك نجد أن هناك علاقة مباشرة بين إدارة الموارد البشرية وجميع الإدارات الأخرى:
- أولًا: يمكن النظر إلى كل إدارة باعتبار أنها تتكون من مجموعة من الأفراد، وبالتالي فإن مدير أي إدارة يمكن النظر إليه كمدير للموارد البشرية في إدارته مع وظيفته الأساسية.
- ثانيًا: إن إدارة الموارد البشرية تساعد وتدعم كل إدارة من الإدارات الأخرى، بما تحتاج من استشارات في التوظيف والتدريب ووضع نظم الأجور وغيرها.
بالتالي نجد أن مدير إدارة الموارد البشرية في المؤسسة يلعب دورين هامين هما:
- الدور التنفيذي فيما يتعلق بإصدار الأوامر والقرارات ووضع النظم الخاصة بأنشطة الموارد داخل إدارته.
- الدور الاستشاري فيما يتعلق بتقديم أي استشارات أو خبرات لمن يطلبها من الإدارات الأخرى في المؤسسة.
تمتد علاقة إدارة الموارد البشرية إلي خارج المؤسسة في إطار بيئتها المحلية، حيث سوق العمل والمعروض منه والطلب وغيرها من الأمور السائدة في البيئة المحلية. إن الظروف الاقتصادية والمالية التي يمر بها أي مجتمع تؤثر على حركة التوظيف، ومستويات دخول العاملين، ورفاهيتهم اقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، ولكل ذلك علاقة بإدارات الموارد البشرية بصور متعددة. من هنا تلعب إدارة الموارد البشرية في المؤسسات دورًا محوريًّا في تحقيق نجاحها، من خلال اختيار الأفراد المتميزين، والعمل على انسجامهم.
يعرّف بعض الكتاب إدارة الموارد البشرية على أنها الإدارة المسئولة عن ممارسة العملية الإدارية في مجال الموارد البشرية؛ وذلك لتحقيق أهداف المؤسسة وأهداف العاملين فيها. يركز هذا التعريف على المدخل الوظيفي لإدارة الموارد البشرية، حيث يقوم مدير إدارة الموارد البشرية في المؤسسة بتخطيط الموارد البشرية، وتنظيم إدارتها، وتوجيه وقيادة وتحفيز الأفراد، والرقابة على أدائهم وتقييمه.
