يُعد التحضير الناجح للتدريب من الأشياء المهمة تمامًا أهمية التنفيذ؛ لأنه إذا كان التحضير سيئًا فإن الدورة الممتازة ستتحول إلى كارثة، في حين أنه حتى مع التنفيذ العادي فإن التخطيط الممتاز يمكنه إنجاز الكثير وتخطي أكثر التوقعات طموحًا.
إن التحضير المسبق للتدريب هو شيء يتحكم فيه المدرب بالكامل. يقوم أفضل المدربين باستثمار قدر كبير من الوقت والجهد في تحضير المادة، ومقر التدريب، وطبعًا في تحضير أنفسهم قبل كل شيء. إذا كنت ستقوم بالتدريب لمدة عشر ساعات، يجب عليك أن تحضِّر لمدة لا تقل عن خمسين ساعة على الأقل لهذه الساعات العشر (أي خمس ساعات تحضير لكل ساعة تدريب). إن التمرين والتحضير يُعدّان غاية في الأهمية لأنهما أفضل ضمان لجعل تجربة المتدربين تجربة متميزة بحق.
في التدريب من المهم صنع بيئة داعمة للتعلّم والمشاركة والتطبيق، حيث يشعر المتدربون بالأمان ويُقبلون على الأداء بصورة حسنة. ابدأ بالتحضير لمقر التدريب قبلها بأسبوع إن أمكن، اطلع على ترتيب المقر من حيث وضع الكراسي والطاولات ومكان المعينات التدريبية، ووضوح شاشة العرض ولوحة الكتابة، وطريقة تقديم المشروبات والأطعمة الخفيفة داخل القاعة. إن أفضل الغرف التدريبية تتمتع بالمزايا الآتية:
- النظام: يتم وضع المواد التدريبية قريبًا من المدرب، وتنسيق الغرفة بصورة لطيفة بحيث تسهل الحركة ويسهل التواصل ما بين الجميع.
- الجلوس: يتم ترتيب الكراسي والطاولات بأفضل صورة تتيح التواصل.
- المرطبات: يتم توفير المشروبات والوجبات الخفيفة على طاولة أنيقة في نهاية القاعة من الخلف.
- طاولة المدرب: يتم وضع مواد التدريب والملاحظات والمعينات عليها.
- الإضاءة: أفضل إضاءة هي الطبيعية، أو الصناعية الأشبه بالطبيعية.
- المعينات البصرية والسمعية: يتم التأكد من مكان الأجهزة وعملها.
- الدعم: يتم توفير موظفين إداريين للاستقبال والمساعدة عند اللزوم.
جنبًا إلى جنب مع تحضير مقر التدريب، فإن من أهم الأشياء بالنسبة لك كمدرب أن تقوم بقراءة المادة التدريبية بعناية قبل بداية الدورة بأسبوع على الأقل، وذلك لعدد من المرات. ضع الملاحظات حول النقاط التي ستركز عليها، والمسائل التي ستتحدث حولها، والأمثلة التي ستطرحها.
قم بتلخيص محتوى المادة في كروت صغيرة الحجم، وراجع هذه الكروت بصورة مستمرة بصورة دورية قبل بداية الدورة. تمرّن كثيرًا على المادة التدريبية وكيفية إلقائها بالطريقة المثلى، وتوقع الأسئلة التي من الممكن طرحها، واستعد للرد عليها بصورة مقنعة. تمرّن وحدك مرات ومرات على إلقاء الدورة كاملة، واستعن بأصدقائك والعاملين معك كذلك أثناء التمرينات. اجتهد للتمرّن على الإلقاء من أربع إلى خمس مرات إن استطعت، ولتكن مرة منها في مقر تقديم الدورة.
بعد استيعابك للمادة وطريقة إلقائها من الألف إلى الياء، عليك أن تقوم بمراجعة الجدول الزمني الخاص بموضوعات الدورة. طبعًا سيكون هناك جدول زمني عام مع المادة التدريبية، ولك مطلق الحرية في الالتزام به أو تعديله حسبما ترى مناسبًا بعد التمرينات التي أجريتها لتقديم المادة. قم بتوقيت إلقائك للدورة أثناء التمرينات بعناية كل مرة لتعرف المدة التي تستغرقها كل جلسة تدريبية. عند مراجعة الجدول الزمني، اعمل على مراعاة الأوقات المطلوبة للاستراحات والصلاة، وطرح الأسئلة، والتمرينات، والمناقشات الحرة، ودومًا اترك مساحة احتياطية من الوقت في حدود 10% مع كل نشاط.
راع صحتك ومستوى طاقتك عند التحضير للدورة، وتجنَّب الإفراط في الطعام، أو عدم أخذ كفايتك من النوم، أو عدم العناية بصوتك وإجهاده قبل الدورة بصورة مبالغ فيها. اعمل على أن تكون نشيطًا قبل الدورة بأيام، واتخذ الاحتياطات اللازمة في يوم الدورة، وراع أنشطتك منذ بداية اليوم بحيث تكون الدورة محور اهتمامك وطاقتك. إن اعتناءك بنفسك ليوم الدورة سيرسل رسالة ممتازة عن حسن تحضيرك للدورة واهتمامك الصادق بالحضور وإفادتهم على الوجه الأكمل.
ختامًا، فكّر دومًا بصورة إيجابية في عروضك التدريبية، وتخيَّل نفسك في أحسن صورة، وأرسل لنفسك الرسائل الذاتية الداعمة لنجاحك، وقبل وأثناء وبعد كل شيء أخلص النية لله سبحانه وتعالي، واستعن بالله عز وجل واسأله السداد والتوفيق، وتوكّل عليه فهو نعم المولى ونعم النصير.