إذا أردت أن تكون مدربًا بحق، لا يمكنك أن تكتفي بقول المعلومات للجمهور؛ لأن الناس تتعلم عندما تقوم بتطبيق ما تتعلمه بنفسها. عندما يشعر الجمهور أن ما تعلموه مرتبط بأعمالهم التي يقومون بتنفيذها بصورة يومية، وعندما يتدربون على كيفية الأداء بصورة متقنة، فإنك ستكون قد نجحت وقتها كمدرب في عمل ما هو متوقع منك.
عادة ما يقوم المعلم في التعليم التقليدي بشرح الخطوات المطلوب عملها في موضوع ما بصورة لفظية وجافة. هذا يختلف كلية عن المدرب في التدريب المهاري، حيث يقوم المدرب بجعل المتدرِّب يمر بالتجربة بنفسه ولا يكتفي بسرد الحكايات. يتذكر الناس تلك الأنشطة التي كانوا جزءًا منها، ونادرًا ما يتذكرون تلك الأنشطة التي انتابهم الشعور أثناءها بالملل. كمدرب، يجب عليك أن تفهم بصورة جيدة كيفية تعلم الكبار، وأن تبذل المجهود لكي تقوم بتدريبهم وفق هذه الكيفية؛ لتصل بهم إلى هدفكم المشترك في الارتقاء بمستواهم.
إذا أردت أن تصبح مدربًا ناجحًا، عليك أن تتعرف على ماهية التدريب أولًا. إن التدريب هو نشاط يستهدف إحداث التغيير في المتدربين وإكسابهم مهارات ومعارف واتجاهات جديدة، بصورة تسمح لهم بالقيام بأفعال معينة بصورة تلقائية من غير التفكير فيها مثل العادات.
يمتاز التدريب بأنه نشاط له أهداف سلوكية محددة، وتتمثل هذه الأهداف في رفع كفاءة المؤدِّى عند أدائه لمهامه. كما يمتاز بأن محتواه يكون محدَّدًا تبعًا لحاجة التطوير الفعلية، وهو يعتمد على المشاركة الإيجابية من قِبَل المشاركين لاستيعاب المعارف والمعلومات الجديدة. تمر العملية التدريبية بأربعة مراحل هي: مرحلة تحليل الاحتياجات التدريبية، ثم مرحلة تصميم المادة التدريبية، ثم مرحلة تنفيذ التدريب، وأخيرًا مرحلة تقييم التدريب.